الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن دارج القسطلي >> وعدا على الله حقا نصر من نصره >>
قصائدابن دارج القسطلي
- وعدا على الله حقا نصر من نصره
- وحكم سيفك في هامات من كفره
- رأس مطل على بابي طليطلة
- يومي إلى الكفر هذا موعد الكفره
- وهامة قد قضت نحب الحمام ضحى
- وهامة فوق صفحي شنج منتظره
- أوفى على موعد منه تراقبه
- تدعو هلم إلى مستودع الغدره
- وناخرا أمس في البيداء من عظم
- واليوم أصبح فيها أعظما نخره
- كم من سمي له فيها وذي نسب
- لم يدخر نابه عنه ولا ظفره
- كأنما زار مشتاقا ومعتنقا
- فاعتام منه مكان النحر والقصره
- ومسعرا لضرام الحرب من أشر
- فلم يطق منك في إضرامها شرره
- فإن جرى دمه فيها فأطفأها
- فإن نفس ابن شنج منه مستعره
- شقيق مفخره إن قام مفتخرا
- وشق مهجته إن واتر وتره
- حم الحمام له قدرا فأفرده
- يدعو الحمام لرزء غال مصطبره
- ما يرجع الطرف إلا وهو ذاكره
- ولا يحس بنفس كلما ذكره
- ولا يرد الردى عنه سوى دله
- وافى المصاب ولم يعرف به قدره
- وما القنا بالغات من جوانحه
- بلوغ ألسنة أبلغنه خبره
- عتاده للوغى إن خاف طارقها
- وذخره لملم الخطب إن حذره
- وسيفه وسيوف الهند بارقة
- ورمحه ورماح الخط مشتجره
- فتح تقدمت في استفتاح مقفله
- بخافقات إلى الأعداء مبتدره
- في دعوة سمع الرحمن داعيها
- لما استهل بأخرى سورة البقرة
- هو الجهاد الذي برت مشاهده
- فأشهدته الكرام الصفوة البررة
- ذللت فيه حمى الإشراك مقتحما
- بالخيل رائحة فيه ومبتكرة
- في كل ضاحية ألبستها كسفا
- غادرت شمس الضحى فيهن منعفرة
- دون السماء سماء النقع أنجمها
- زرق الوشيج على الأعداء منكدرة
- وكل مزدحم في جنح مرتكم
- لا نجمة يرقب الساري ولا قمره
- إلا جبينك يحدو صارما ضرما
- كالبدر تحت الدياجي يتبع الزهرة
- حتى رفعت على أعلامهم علما
- يستنجز الله فيها وعد من نصره
- عقاب فأل بعقبى رفع أوله
- يجلو السعادة للإسلام والخيرة
- وجد شانيك مخفوض فكان لهم
- عقاب خسف مبين الزجر والطيرة
- سعي تركت به أرض العدى نهجا
- لمن سعى في مداه واقتفى أثره
- فهل لنفس ابن شنج بعدها عوض
- من لب لبس أو من كافر الكفره
- صنواه في حربه أو في ضلالته
- قد كان ذا سمعه فيها وذا بصره
- وفت دماؤهما ثأرا فلم يدعا
- للمسلمين على حرب الضلال تره
- فليهنك اليوم فتح تقتفيه غدا
- عوائد من فتوح الله منتظره
- بضائع لك من بأس ومن كرم
- محفوظة لك عند الله مدخرة
- سلمتها في سبيل الله وافية
- فناجز النقد أو مستقرب النظرة
- وابشر بأخرى وأخرى واعدت فوفت
- بوعد ذي العرش في نعماء من شكره
المزيد...
العصور الأدبيه