الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن دارج القسطلي >> أخلق الدهر بقاء واستجد >>
قصائدابن دارج القسطلي
- أخلق الدهر بقاء واستجد
- عمرا يفضل عن عمر الأبد
- والبس المجد حلى بعد حلى
- واعتوره أمدا بعد أمد
- وابلغ الغايات مغبوطا بها
- في ضمان الله بقيا واستزد
- وإذا سرك صنع فليدم
- وإذا وافاك عيد فليعد
- وإذا جاءك يوم بالمنى
- فاقتبل أضعافها في يوم غد
- نعم تترى وجد يعتلي
- وعلا تبأى وفتح يستجد
- واهدم الكفر وغير ملكه
- وابن أعلام الهدى عزا وشد
- والبس الصبر إلى أرض العدى
- وقد النصر إليه واستمدب
- واخسف الشرك بعزم ينتضى
- سيفه عن قل هو الله أحد
- وجد الخيل تثنى مرحا
- فهداها لمدى الشأو المجد
- ودعا السمر فوافت شرعا
- وظبى الهند فجاءت تتقد
- فكأن ما كان للرمح شبا
- قبله يوما ولا للسيف حد
- فرمى عن قوس بأس صادق
- وسطا بساعد الدين الأشد
- رب أرض بغراري سيفه
- وجد الرحمن فيها وعبد
- وبلاد للعدى من ذعره
- عدم الإشراك فيها وفقد
- فانتحى للكفر حتى لم يجد
- واقتفى آثاره حتى همد
- جاب عنه الأرض حتى جمعوا
- في أقاصيها على أدنى العدد
- وعفا أعلامهم حتى لقد
- كاد أن يخفى لهم يوم الأحد
- همم غاياتها لا تنتهي
- عزمات شأوها لا يتئد
- لعزيز نصره حيث انتوى
- وعلي كعبه حيث قصد
- منتقى الآباء من ذي يمن
- ماجد الأحوال في عليا معد
- منهم الأقيال والصيد الألى
- طرف الملك لهم ثم تلد
- ولهم مفتخر الجود الذي
- ولدته طييء بنت أدد
- وهم المغفور في بدر لهم
- وهم الأبرار في يوم أحد
- وهم حراس نفس المصطفى
- حين نام الجيش عنه وهجد
- وهم أندى وأعطى من قرى
- وهم أرضى وأزكى من شهد
- وهنيئا لك يا مولى الورى
- ولدا أنجبته وما ولد
- قمر أشرق في أفق العلا
- فأضاء الدهر منه وسعد
- وحيا أغدق إلا أنه
- برق الإقدام منه ورعد
- فهو للإسلام غيث صائب
- وعلى الإشراك شؤبوب برد
- من رسولي نحوه يخبره
- بالذي فيه يقيني يعتقد
- دونك السؤدد موفورا فسد
- وجنود الدين والدنيا فقد
- أي مجد لم تحزه عن أب
- وفخار لم يحزه لك جد
- أ أسمعوه رغبة من راغب
- ويدي رهن لكم إن لم يجد
- فأروه فارسا مستلئما
- وأنا كذابكم إن لم يشد
- هدئوه بالعوالي والظبى
- وبأبطال الكماة تجتلد
- جاءت الأعياد تستقبله
- للأماني والسرور المستجد
- فهنا الإسلام منه عدة
- للهدى والدين من أسنى العدد
- حضروا الإذن الذي عودتهم
- كظماء الطير أسرابا ترد
- فدنوا واستوقفتهم هيبة
- ملأتهم من سرور وزؤد
- فتوانوا بقلوب لم ترم
- ثم أدنتهم جسوم لم تكد
- ثم أموا الراحة العليا التي
- عمت الدنيا أمانا وصفد
- يستضيئون بشمس طلقة
- ويهالون بإقدام أسد
- فهناهم ثم لا زال الورى
- منك في أثواب آمال جدد
المزيد...
العصور الأدبيه