الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن دارج القسطلي >> أقدمت دون معالم الإسلام >>
قصائدابن دارج القسطلي
- أقدمت دون معالم الإسلام
- فاقدم بخير تحية وسلام
- متقلدا سيف الغناء وفوقه
- حلي البهاء وحلة الإعظام
- فوزا بأسنى القسم من ملك حوى
- من صدق سيفك أجزل الأقسام
- فجزاك من كرم القدوم وفاءها
- أبليته من صادق الإقدام
- بمواقف لك في الوغى سمن العدى
- طيش العقول وزلة الأقدام
- ومناقب لولا دنوك للندى
- لأرتك في جو السماء السامي
- رتبا رفعت ثناءها وسناءها
- بشبا الرماح وألسن الأقلام
- وحمائل في طي ما حملتها
- ذل الضلال وعزة الإسلام
- لله منه صارم لك كلما
- نجم الشقاق دنا له بصرام
- نكصت سيوف الغي عنه وانحنت
- فهي الأهلة وهو بدر تمام
- تمت له وبه الرغائب وانجلى
- منهن ليل الظلم والإظلام
- سار إلى الأعداء في سنن الدجى
- حتى يقيل على مقيل الهام
- فيه حللت بلاد حلك وانثنى
- حرما على الغاوين كل حرام
- وحكمت بالحق المبين لأهله
- عدلا من الأقدار والأحكام
- أرضا أنرت الحق في أعلامها
- بخوافق الرايات والأعلام
- ومطرت عاليها صواعق بارق
- أغدقتها بسوابغ الإنعام
- سقيا لها بحيا الحياة وكاشفا
- عنها غرام الغرم والإرغام
- غادرتها للغدر دار إزالة
- وأقمتها للأمن دار مقام
- ونظمت در عقودها وعهودها
- في سلك هذا الملك أي نظام
- وأقمت حد الله فيمن ضامها
- ضربا بحد الصارم الصمصام
- باغ أصاب ببغيه وبنكثه
- نفسا عليها يتقي ويحامي
- ولئن ختمت عليه سجنك قاهرا
- فغدا وأمسى منك رهن حمام
- في بطن أم برة لقحت به
- يوم الوغى من ذابل وحسام
- فلقد تمخض عنه منك بروعة
- توفي فتسقطه لغير تمام
- ولقد ندبت لحربه في بطنها
- قرع الظنون ومرجف الأوهام
- ولو استجزت له المنام لرده
- كي لا يرى عينيك في الأحلام
- ولقد ملأت عليه أجواز الملا
- بروابض الآساد في الآجام
- متربصين جنى ثمار قد أنى
- منها إليك تفتح الأكمام
- فابشر بها من نعمة مشكورة
- في دولة موصولة بدوام
- وافخر فأنت لكل مجد مفخر
- واسلم فأنت ذخيرة الإسلام
- سعيا به أعدمت مثلك في الورى
- فحويت مفخر ذلك الإعدام
- ولئن رعيت الدين والدنيا فما
- أنستك رعي وسائلي وذمامي
- يوم اطلعت مشاربي فرأيت في
- عقر الحياض الوفر خزي مقامي
- وأنست من نظري تذلل موقفي
- ووجست في الأحشاء حر أوامي
- ورأيت في أنياب عادية العدى
- لحمي وظفر الظلم مني دامي
- وعلمت إن أبطأت عني أنني
- مما ألاقي لا أشد حزامي
- فسبقت خشية أن تحين منيتي
- وبدرت خيفة أن يحم حمامي
- ونكرت من جور الحوادث أنني
- ظام وبحر الجود فوقي طام
- وحرجت مني أن أهيم بغلتي
- سقما وفي سقياك برء سقامي
- وبصرت من خلل التجمل خلتي
- وفهمت من صمت الحياء كلامي
- ففتقت أنهار الجدا لحدائقي
- ونصبت أغراض المنى لسهامي
- وفتحت نحو الماء ضيق مواردي
- وفسحت في المرعى لرعي سوامي
- وأنفت للآداب أن يسطو بها
- جهل الزمان وعثرة الأيام
- رحما من العلم اقتضى لي رحمة
- من واصل الآمال والأرحام
- فلأهتفن بحمدها وثنائها
- وجزائها في معرق وشآمي
- ولأرجون بتمامها من منعم
- لا يرتضي النعمى بغير تمام
المزيد...
العصور الأدبيه