الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن دارج القسطلي >> ألا هكذا فليسم للمجد من سما >>
قصائدابن دارج القسطلي
- ألا هكذا فليسم للمجد من سما
- ويحم ذمار الملك والدين من حمى
- وإلا فللمنصور غايات ما شآ
- إليه بني الدنيا وأغراض من رمى
- وحق لمن لاقى فأقدم سيفه
- على غمرات الموت أن يتقدما
- ومن حقرت مستعظم الهول نفسه
- إذا الخيل كرت أن يكون المعظما
- ومن مل أنس المال حتى تحكمت
- على ما حوت كفاه أن يتحكما
- ومن حمت العلق النفيس سيوفه
- من الضيم أن تختار مرتبع الحما
- ومن تيمته أوجه المجد أن يرى
- وقلب العلا صبا إليه متيما
- ولله يا منصور آراؤك التي
- بنيت بها نحو الكواكب سلما
- وهذا عظيم الشرك قد جاء خاضعا
- وألقى بكفيه إليك محكما
- سليل ملوك الكفر في ذروة السنا
- ووارث ملك الروم أقدم أقدما
- توسط أنساب القياصر فانتمى
- من الصيد والأملاك أقرب منتمى
- ولما تقاضى غرب سيفك نفسه
- وحاطت له الأقدار محتقن الدما
- ولم يستطع نحو الحياة تأخرا
- بفوت ولا نحو النجاة تقدما
- تداركه المقدار في قبضة الردى
- وخاطبه حنا عليه فأفهما
- وبشره التأميل منك بعطفة
- تلقى بها روح الحياة تنسما
- فأشرع أرماح التذلل ظاعنا
- وأصلت أسياف الخضوع مصمما
- وقابله النصر الذي لك صفوه
- مع السعد حتى احتازه لك مغنما
- وقاد لحبل الرق نحوك نفسه
- فلاقاك ممتنا ووافاك منعما
- وحفت به للحاجب القائد الذي
- أبى الدهر إلا ما أمر وأحكما
- حماية آباء ومنعة قادر
- يتيه على صرف الزمان محرما
- فراح ذليلا ثم أضحى مبجلا
- وأمسى مهانا ثم أصبح مكرما
- وأصبح من حظ السلامة وافرا
- بأن راح من عز الإمارة معدما
- ولاقاك فاستخذى لديك تذللا
- ليحتاز من أدنى رضاك ترحما
- لئن خفرته منك ذمة قادر
- لقد فارق الكفر الخذول مذمما
- لئن سمته البأساء في عقر داره
- لقد عضته في دار ملكك أنعما
- لئن خاض في استقبالك الجود والندى
- لقد خاض في آثارك النقع والدما
- ومر يبكي من معاهد ملكه
- معالم عفتها السيوف وأرسما
- تراع بها الأجبال من رنة الصدى
- ويذعر فيها الطير أن يترنما
- بسطت له أمنا وقد بسط القنا
- ثرى أرضه من هلها بك أعظما
- سقيت به الإسلام أريا وطالما
- سقاهم بكأس الموت صابا وعلقما
- وها هو ذا في راحتيك مذللا
- رهينا لما أمضيت فيه محكما
- رمى نفسه قسرا إلى الملك الذي
- رأى الدهر مملوكا له فتعلما
- ولولا سيوف النصر حين انتضيتها
- لقد جل هذا الصنع أن يتوهما
- فجاء وقيد الروع يقصر خطوه
- ويمتد في حبل الخضوع تقدما
- يخاطب عن رعب وإن كان مفصحا
- ويفصح عن ذعر وإن كان أعجما
- إذا راعه هول الجنود فأحجما
- تداركه ذكرى رضاك فأقدما
- وما كر رجع الطرف إلا وضيغم
- يساور في رعب الأسنة ضيغما
- وأرقم يسطو بالهواء اضطرابه
- يناهس في ليل من النقع أرقما
- وعقبان أعلام تمر يخالها
- على نفسه في معرك الحرب حوما
- فلله يوم جل قدر عديده
- وعدته عن مثلما وكأنما
- جنود كأن الأرض من لمعانها
- بروق تلالا أو حريق تضرما
- سحاب من البيض الخوافق قد علا
- وبحر من السرد المضاعف قد طمى
- بكل كمي عامري كأنما
- تسربل من شمس الضحى وتعمما
- يحيي الأمير بالحياة مبشرا
- وإن كان قد فاجاه بالموت معلما
- وقد طالما لاقاه قرنا مساورا
- فوشكان ما لاقاه حزبا مسلما
- كأن النجوم الزهر حفت بوجهه
- فأدته محروسا إلى قمر السما
- فقابل وجها بالجمال متوجا
- وقبل كفا بالسماح مختما
- فهنيت يا منصور سعدا مجددا
- وإقبال صنع بالبقاء متمما
- ومليت من أسباط مجدك حاجبا
- يباشر منه المجد والفخر مقدما
- رميت به بحر الضلالة فانتهى
- وجشمته عبء العلا فتجشما
المزيد...
العصور الأدبيه