الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن دارج القسطلي >> هنيئا لنا ولأقصى العباد >>
قصائدابن دارج القسطلي
- هنيئا لنا ولأقصى العباد
- جهادك في الله حق الجهاد
- تباري الصبا وتناوي الشمال
- تراوح أرض العدى أو تغادي
- بسمر القنا وببيض السيوف
- وحر الكماة وغر الجياد
- جيوشا تضل الأدلاء فيها
- وأنت لها بهدى النصر هاد
- إذا اكتحل الجو كحل الظلام
- كحلت العيون بطول السهاد
- تقود أعنتها مستقيدا
- إليك بها كل صعب القياد
- مظللة بعوالي الرماح
- مكللة بطوال الهوادي
- مجللة منك برد اليقين
- فهان عليهن حر الجلاد
- تولئهن لحمل الكماة
- وتوطئهن صدور الأعادي
- مجيبا بهن منادي الإله
- فلباك كل مجيب المنادي
- بعزم يذكر أرض الأعادي
- هبوب العواصف في أرض عاد
- فأقدمتها يا بن عبد العزيز
- لعز الموالي وذل المعادي
- لتحيي من حكم حكمه
- بسقي الردى كل باغ وعاد
- ولم يثنها عن مدى غارة
- تغورها في مغار البعاد
- ولا أخرت يانعات الرؤوس
- ليوم الجنى وليوم الجداد
- فلأيا طردت المها عن أسود
- أبرتهم في مكر الطراد
- ديارا سقيت دم المانعيها
- متون الربى وبطون الوهاد
- وأطفأت فيهن نار السيوف
- وأضرمت منهن قدح الزناد
- وقودا تبيض فيها الليالي
- ويصبغ نور الضحى بالسواد
- بما بدلت من مجال الرماح
- مجال الرياح بها في الرماد
- فألبست فيها ثياب السرور
- وغادرتها في ثياب الحداد
- بفتح تفتح منه الأماني
- إلى كل حاضر أرض وباد
- معالم منها تعلمت منك
- إليك مسالك سبل الجهاد
- فأعليت نحوك بند الثناء
- وقدت إليك خيول الوداد
- وشرد جفني لذيذ المنام
- وعطل جنبي وثير المهاد
- مثالا تمثلته منك فيك
- وأنت إلى الغزو سار فغاد
- فكم أبت منه ببيض الوجوه
- كما أبت منك ببيض الأيادي
- وكم عدت منه بفتح الفتوح
- كما عاد لي منك عهد العهاد
- ولكن منكم جوادي وسرجي
- ونزلي ويسري ومائي وزادي
- وأنتم شددتم يميني برمحي
- وهيأتم عاتقي للنجاد
- وأنتم سقيتم ثراة اغترابي
- سجال الغمام وصوب الغوادي
- فتلك أزاهيرها قد سقيتم
- تفوح لكم من أقاصي البلاد
- ويسري بها في الدجى كل سار
- ويشدو بها في الورى كل شاد
- على كل فلك طروق الشراع
- وفي كل رحل وثيق الشداد
- وتلك حدائق ما قد غرستم
- منى وجنى لنفوس العباد
- تروض من نشرها كل أرض
- ويندى بإنشادها كل ناد
- ستؤتيكم أكلها كل حين
- ويجنيكم زهرها كل واد
- بإحياء فخركم للحياة
- وإجزال ذخركم في المعاد
- ودونك غراء يضحي سناها
- بغرة سيدها في ازدياد
- فلا خانها امل المستفيد
- وأبقيت في عمر مستفاد
المزيد...
العصور الأدبيه