الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن دارج القسطلي >> ما كفر نعماك من شأني فيثنيني >>
قصائدابن دارج القسطلي
- ما كفر نعماك من شأني فيثنيني
- عمن توالى لنصر الملك والدين
- ولا ثنائي وشكري بالوفاء بما
- أوليتني دون بذل النفس يكفيني
- حق على النفس أن تبلى ولو فنيت
- في شكر أيسر ما أضحيت توليني
- ها إنها نعمة ما زال كوكبها
- إليك في ظلمات الخطب يهديني
- تبأى بجوهر ود غير مبتذل
- عندي وجوهر حمد غير مكنون
- وحبذا النأي عن أهلي وعن وطني
- في كل بر وبحر منك يدنيني
- وموقف للنوى أغليت متأدي
- فيه وأرخصت دمع الأعين العين
- من كل نافرة ذلت لقود يدي
- في ثني ما يدك العلياء تحبوني
- والحذر يخفق في أحشاء والهة
- تردد الشجو في أحشاء محزون
- أجاهد الصبر عنها وهي غافلة
- عن لوعة في الحشا منها تناجيني
- يا هذه كيف أعطي الشوق طاعته
- وهذه طاعة المنصور تدعوني
- شدي علي نجاد السيف أجعله
- ضجيع جنب نبا عن مضجع الهون
- رضيت منها وشيك الشوق لي عوضا
- وقلت فيها للوعات الأسى بيني
- فإن تشج تباريح الهوى كبدي
- فقد تعوضت قربا منك يأسوني
- وإن يمت موقف التوديع مصطبري
- فأحر لي بدنو منك يحييني
- أو أفرط الحظ من نعماك منقلب
- من الوفاء بحظ فيك مغبون
- وخازن عنك نفسي في هواجرها
- وليس جودك عن كفي بمخزون
- وأي ظل سوى نعماك يلحفني
- أو ورد ماء سوى جدواك يرويني
- وحاش للخيل أن تزهى علي بها
- والبيض والسمر أن تحظى بها دوني
- وربما كنت أمضي في مكارهها
- قدما وأثبت في أهوالها الجون
- من كل أبيض ماضي الغرب ذي شطب
- وكل لدن طرير الحد مسنون
- كذاك شأوي مفدى في رضاك إذا
- سعيت فيه فلا ساع يباريني
- لكن سهام من الأقدار ما برحت
- على مراصد ذاك الماء ترميني
- يحملن للروع أسدا في فوارسها
- تمد للطعن أمثال الثعابين
- والبيض تحت ظلال النقع لامعة
- تغلغل الماء في ظل الرياحين
- حتى يحوزوا لك الأرض التي اعترفت
- بملك آبائك الشم العرانين
- حيث استبوا فارسا والروم واعتوروا
- رق الأساور منهم والدهاقين
المزيد...
العصور الأدبيه