الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن دارج القسطلي >> كذا ينتهي البدر المنير إلى الشمس >>
قصائدابن دارج القسطلي
كذا ينتهي البدر المنير إلى الشمس
ابن دارج القسطلي
- كذا ينتهي البدر المنير إلى الشمس
- وتمتزج النفس الكريمة بالنفس
- وتلتحم الأنساب من بعد بعدها
- وتدنو القلوب الموحشات إلى الأنس
- وتجمع شمل الوصل من فرقة القلى
- ويرفع بند الوصل من مصرع النكس
- كجمع سليمان النبي بصهركم
- ذوي يمن والشام والجن والإنس
- وتأليف ذي القرنين إذ هديت له
- كريمة دارا دعوة الروم والفرس
- فأهلا بذات التاج من سلف العلا
- إلى ابن ذوي التيجان في سالف الحرس
- إلى وارث الأحساب هودا وتبعا
- وباني العلا بالدين سمكا على أس
- ولابس حلم قد تناهى مدى النهى
- وحاجب ملك قد علا حاجب الشمس
- ويا رب حرب أسمعته دعاءها
- بهندية عرب وألسنة خرس
- فكم سل من كرب وأنقذ من عمى
- وروح من روح ونفس من نفس
- وأسبل من غيث وملأ من يد
- وكم فك من غل وأطلق من حبس
- زكا فرعها في آل ذي النون سنة
- بها راقت الأثمار في يابس الغرس
- فلله أكفاء تدانوا لصفقة
- من الصهر قد جلت عن الغبن والوكس
- وذكرهم يوم التخاذل يومهم
- بموت عهود كن يحيين بالأمس
- فأسمعهم داعي تجيب فمثلوا
- الداعي إلى الجود والبأس
- فيا ذمة الصهر الذي شد عهدها
- بخاتمة الآيات من آية الكرسي
- فعفت رسوم الغدر من ظاهر الثرى
- وخطت وفاء العهد في صفحة الشمس
- وسلت من الإقبال والهدي والهدى
- صوارم لا تثنى بدرع ولا ترس
- إذا غنمت جاءتك بالأمن والمنى
- وإن غضبت أنحت على الشوم والتعس
- بسراء مما ثبت الله أو محا
- وشحناء مما ينسخ الله أو ينسي
- لها أعين أهدى إلى الحق من قطا
- وألسنة بالسلم أخطب من قس
- وما قصرت عن ساعيي آل مرة
- لصلح بني ذبيان والحي من عبس
- ولله ما زفت ليحيى كتائب
- مروعة الإقدام مرهبة الجرس
- يضيء الدجى من عز من حل وسطها
- ويظلم عنها ثاقب الوهم والحس
- ويحجب بالرايات في مشرق الفلا
- ويشرق بالإعظام في الظلم الدمس
- وقد رفعت رفع الحصون قبابها
- على حلل الإحصان والطهر والقدس
- وحليت البيض الصوارم والقنا
- على الدر والياقوت لبسا على لبس
- هداء هدى سبل الرغائب وانتحى
- ينشر ميت السلم من ظلم الرمس
- ويوم بناء قد بنى فرجة المنى
- بعرس غدت منه المكارم في عرس
- وقصر تجلى فيه يحيى ومنذر
- صباحا لمن يضحي وبدرا لمن يمسي
- وقد أذنا في الأرض حي ومرحبا
- إلى المشهد المذكور والمنظر المنسي
- يريك النجوم الزهر في مجلس القرى
- من الطاس والإبريق والجام والكأس
- وسقي ينسي الإلف ريقه إلفه
- وطعم له وقع الحياة من النفس
- وأمواه ورد في ورود حياضها
- شفاء الظماء الهيم من غلة الخمس
- وغيم من العود الذكي تراكمت
- أعاليه حتى كدن يوجدن باللمس
- وغالية تكسو المشيب شبابه
- وتنبت سود العذر في الأوجه الملس
- مكارم أضحت للرجال مغانما
- بلا نصب المغزي ولا سنة الخمس
- فإن حملت من بعدها سيف فتنة
- يد فتخلت من أناملها الخمس
- وإن أوترت قوسا إلى رمي مسلم
- فلا انفصلت عن مقبض العضم والعجس
- ولا ضاعت الأنساب بالغدر والقلى
- ولا بيعت الأحساب بالثمن البخس
- ولا زال ما ترجوه أقرب من غد
- ولا انفك ما تخشاه أبعد من أمس
المزيد...
العصور الأدبيه