الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن دارج القسطلي >> فديناك سيفا لم تخنه مضاربه >>
قصائدابن دارج القسطلي
- فديناك سيفا لم تخنه مضاربه
- وبحر عطاء ما تغيض مواهبه
- وبدرا تجلى في سماء رياسة
- كواكبها آثاره ومناقبه
- تقلد سيف الله والتحف الندى
- فسدد راجيه وأعذر هائبه
- فها هو ذا في كل قلب ممثل
- وهاتيك عند الفرقدين مراتبه
- فما عرجت عنه سبيل لطالب
- ولا رحبت أرض بمن هو طالبه
- خلائق من ماء الحياة وطالما
- يغص به يوم الكريهة شاربه
- أملبسنا النعمى الأرب ملبس
- سني وتاج للعلا أنت سالبه
- وليل كريعان الشباب قذفته
- بهول السرى حتى أشيبت ذوائبه
- وصلت به يوما أغر صحبته
- غلاما إلى أن طر بالليل شاربه
- بكل مذل كرمته جدوده
- وكل كمي أحكمته تجاربه
- وعضب يمان قد تعرفت يمنه
- وإن ينتسب تعطف عليك مناسبه
- وسمر لدان كالكواكب سقتها
- ليوم من الأعداء باد كوكبه
- صليت ونار الحرب يذكو سعيرها
- وخضت وموج الموت تطفو غواربه
- ولا مثل يوم نحو لونة سرته
- وقد قنعت شمس النهار غياهبه
- رفعت لها في عارض النقع بارقا
- تسح شآبيب المنايا سحائبه
- وعذراء لم يأت الزمان بكفئها
- ولا رامها بعل وإن عز جانبه
- معوذة لم يسر خطب بأرضها
- ولا عرفت بالدهر كيف نوائبه
- ثوت بين أحشاء الضلال وأشرعت
- أسنته من دونها وقواضبه
- وأصبحت يا عبد المليك مليكها
- وأنجح ساع جاء والسيف خاطبه
- وسقت لها صدق اللقاء معجلا
- صداقا إذا ما هلهل الضرب كاذبه
- وجيش أضاء الخافقين رماحه
- وفاضت على رحب البلاد كتائبه
- وقد ضمها في نفنف الجو معقل
- عسير على عصم الوعول مراقبه
- بعثت عليها منك دعوة واثق
- صفا شاهد الإخلاص منه وغائبه
- فسرعان ما أقوى الشرى من أسوده
- وأبرز من حر الحجال كواعبه
- ثلاثة آلاف حسابا ومثلها
- وقد غل عازبه وأسأر حاسبه
- فيا ليت قوطا حين شاد بناءه
- رآه وقد خرت إليك جوانبه
- ويا ليت إذ سماه بدرا معظما
- رآه وفي كسف العجاج مغاربه
- فيعلم أن الحق دافع كيده
- وأنك حزب الله لا شك غالبه
- فلا خذل الدين الذي أنت سيفه
- ولا أوحش الملك الذي أنت حاجبه
المزيد...
العصور الأدبيه