الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن دارج القسطلي >> تناضل عنك أقدار السماء >>
قصائدابن دارج القسطلي
- تناضل عنك أقدار السماء
- وتبطش عن يديك يد القضاء
- وسعي لا يعوج على حلول
- وشأو لا يفوت إلى انتهاء
- فما قصرت رماحك عن عدو
- ولو أعيا به أمد التنائي
- إذا أشرعتها في إثر غاو
- فقد ضاقت به سبل النجاء
- ولو طارت به ألفا عقاب
- يرمن بنفسه خرق الهواء
- وأين يفر عن درك المنايا
- وأين يشذ من تحت السماء
- فيهن الدين والدنيا بشير
- بغرسية الأعادى والعداء
- بصنع أعجز الآمال قدما
- وقصر دونه أمد الرجاء
- ألذ على المسامع من حياة
- وأنجع في النفوس من الشفاء
- فيا فتحا لمفتتح وبشرى
- لمنتظر ويا مرأى لراء
- أسير ما يعادل في فكاك
- وعان ما يساوى في فداء
- هو الداء العياء شفيت منه
- فما للدين من داء عياء
- لقد كادت سعودك منه نجما
- منيع الجو وعر الارتقاء
- وأعظم في الضلالة من صليب
- وأعلى في الكتائب من لواء
- حمى شيع الضلال فأهلته
- لملك الرق منها والولاء
- زعيم بالكتاب والمذاكي
- ثمال للرعايا والرعاء
- مباري سيفه قدما وبأسا
- ومشفوع التجارب بالدهاء
- وهل للحزم والإقدام يوما
- إذا عنت سعودك من غناء
- تعاطى في جنود الله كرا
- وقد نبذت إليه على سواء
- وما للنصر عنها من خلاف
- وما للفتح منها من خفاء
- فساور نحوها غول المنايا
- وجرع دونها مر اللقاء
- وأجلت عنه منجدلا صريعا
- مصون الشلو محمي الذماء
- وأسلمه إلى الإسلام جيش
- أغص بجمعه رحب الفضاء
- لئن خذلته أطراف العوالي
- لقد آساه إعوال البكاء
- بكل مرجع للنوح يشجي
- بواكيه بتثويب النداء
- نعاء إلى ملوك الروم طرا
- ذوي التيجان غرسية نعاء
- وهل للروم والإفرنج منه
- وقد أودى سوى سوء العزاء
- فملك الكفر ليس بذي ولي
- وثأر الشرك ليس بذي بواء
- لقد أرضت سيوفك فيه مولى
- كريم العهد محمود البلاء
- فما أغنت بظهر الغيب إلا
- وقد أغنى بها كرم الوفاء
- ولا أسرت لك الأملاك إلا
- وقد ألبستها سيمى السناء
- ولا خطفت لك الأرواح إلا
- وقد أرويتهن من الدماء
- وقد أبليت فيه الله شكرا
- تواصله بإخلاص الدعاء
- وسعت عباده صفحا وفضلا
- عليما أنه رب الجزاء
- فوالى بالمزيد من الأماني
- وضاعف بالجزيل من العطاء
- وأتبع فل غرسية عجالا
- يسوقهم الردى سوق الحداء
- فأسأل من براهم للمنايا
- بسيفك أن يخصك بالبقاء
- قرير العين مشفوع الأماني
- سعيد الجد محبور الثواء
- لملك لا يراع بريب دهر
- وسعد لا يحور إلى انقضاء
المزيد...
العصور الأدبيه