الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن دارج القسطلي >> بكسيت بدولتك الليالي نورا >>
قصائدابن دارج القسطلي
- بكسيت بدولتك الليالي نورا
- واهتزت الدنيا إليك سرورا
- وإذا تأملت المنى ألفيتها
- قدرا لكم ولنا بكم مقدورا
- وإذا تفاخرت الملوك وجدتم
- من كل ملك أوجها وصدورا
- وخلعتم في العالمين مساعيا
- حلينهن مفارقا ونحورا
- وإذا الدهور تساجلت ألفيتم
- يا آل تبع للدهور دهورا
- من كل دهر لا يزال كأنه
- لوح يلوح بفخركم مسطورا
- يتلى فتنشقه النفوس كأنما
- بالمسك خط غواته الكافورا
- لكم سماء الملك ما زالت بكم
- تزهى فتشرق أنجما وبدورا
- ولكم رياض الأرض تسقون الورى
- نعما فتنبت حامدا وشكورا
- فتهن يا يحيى تراث مآثر
- أحرزت منها حظك الموفورا
- من كل ذي ملك نموك فأنجبوا
- بدرا لفجرهم المنير منيرا
- واستودعوك شمائلا ومحاسنا
- كرمت فكنت بحظهن جديرا
- فوصلت ما وصلوا من النسب الذي
- بذراك عوذ أن يرى مهجورا
- فحكمت في حكم بشمل جامع
- نورين زادهما التألف نورا
- قمرين لم يعرف لتلك نظيرة
- هذا ولا هذي لذاك نظيرا
- فلأمت شعبهما بسوق وليمة
- راح الثرى بدمائها ممطورا
- تحكي مصارع من عداتك لم تجد
- من حكم سيفك في البلاد مجيرا
- فجزرت حتى بات من عاديته
- حذرا يراقب أن يكون جزورا
- ورفعت في ظلم الدياجي عنهما
- شقرء بات لها السماك سميرا
- نارا تمثل تحت ظل دخانها
- كسف العجاج وسيفك المشهورا
- وتخالها زهر الكواكب تحتها
- قمرا تغشى دونها ساهورا
- في مشهد أمسى نذيرا للعدى
- وغدا لنا بالقرب منك بشيرا
- ندعى له الجفى فحسبك طاعة
- ممن يجيبك مغنما ونفيرا
- ولمن يرى خفض النعيم محرما
- يوما تريه لواءك المنشورا
- فجلوت من صدف المقاصر درة
- حليت منها أربعا وقصورا
- فكسا المنازل مطعما ومشاربا
- وكسا الأسرة نضرة وسرورا
- كلا كسوت درانكا ونمارقا
- وزرابيا وأرائكا وخدورا
- وتتابعت منك الجنود كأنما
- يطأون منها لؤلؤا منثورا
- وتلألأت فيها بروق مجامر
- يكسون أصبار المسوك صبيرا
- هطلا بماء الورد سح كأنما
- والى فروض سندسا وحريرا
- يوم لك اكتتبت شهادات الندى
- بالمسك في صحف الوجوه سطورا
- تبدو فنقرأ في بيان خطوطها
- جدوى يديك وسعيك المشكورا
- لله أم مهيرة لم تعتقد
- في مهرها العلق الخطير خطيرا
- زفت إلى حكم بحكمك فاغتدى
- ملكا مليكا عندها وأميرا
- والسعد قد شمل السماء كواكبا
- واليمن قد حشد الهواء طيورا
- ولو ابتذلت بها مخفة والد
- لم تعطها إلا السيوف مهورا
- ولما جزرت لها وليمة معرس
- إلا الضراغم عاديا وهصورا
- ولكان يوم الزحف موقد نارها
- حربا تفور مراجلا وقدورا
- ولما رفعت لهسا دخانا ساطعا
- إلا عجاجا في السماء ومورا
- حتى تئوب وقد ملأت بلادنا
- نعم العدى والناعمات الحورا
- فتملاوا يا آل يحيى عمركم
- في ملك يحيى بالمنى معمورا
- وسقيتم ورعيتم بحياته
- ورقيتم من فقده المحذورا
المزيد...
العصور الأدبيه