الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن دارج القسطلي >> النصر حزبك في الضلالة فاحتكم >>
قصائدابن دارج القسطلي
- النصر حزبك في الضلالة فاحتكم
- واغضب لدين الله منها وانتقم
- قد وافق التوفيق سعيك مقدما
- فيها وقد عزم القضاء لما عزم
- فموارد النصر العزيز لها مدى
- وعوائد الفتح المبين لها أمم
- فلرب موقف ظافر لك في الوغى
- والخيل تعبس والبوارق تبتسم
- والشمس في كبد السماء كأنها
- والنقع يغشاها كمي ملتئم
- وكأنما كسف العجاج إذا التقت
- أسد الكماة سحائب مطرت بدم
- ثم اقتحمت الحرب في ضنك الوغى
- والموت في علق الجناجن يقتحم
- حتى انتهيت من العدى أمد المنى
- ومن العلا أسنى الرغائب والقسم
- يا بن الألى لم تعص طاعة أمرهم
- عاد على أولى الزمان ولا إرم
- رفعوا رواق الملك في أرماحهم
- حتى استكان الدهر والدنيا لهم
- ولو انهم شاموا السيوف لأحرزوا
- ملك الخلائق بالخلائق والشيم
- ثم انتضوا دون الهدى أسيافهم
- قسرا فعز الدين والدنيا بهم
- لا نظم أشعاري ولا نثري ولا
- صحفي ولا جهد اللسان ولا القلم
- مما يقوم بنشر أيسر ما طوى
- صدري من الإخلاص فيك وما كتم
- وصلاتك اتصلت مع الأيام لي
- حتى عدمت بهن آثار العدم
- ورفعن ذكري في عبيدك فاعتلى
- ونظمن شملي في جوارك فانتظم
- وتبوأت بي من جنابك موطنا
- وقفا على كرم الوسائل والذمم
- فحططت رحلي منك في عز الحمى
- ومنعت أهلي منك في أهل الحرم
- وغدت تهادى بي إليك بصيرة
- دانت بما شرع الوفاء وما حكم
- حديث مطايانا بأهبة شاكر
- تزهى بأنعمك التي لا تكتتم
- ومن الذي يعتاد من شمس الضحى
- نورا ويهدأ في غيابات الظلم
- وبما يكيد العجز عنك عزيمة
- ألفت جناب العز منك فلم ترم
- وبما أقيم وقد حشدت محامدي
- لأقل جزء من نداك فلم تقم
- وأضن عنك ببذل نفس طالما
- سقيت بجود يديك أنداء الكرم
- ويروعني لفح الهجير إذا التقى
- وهجا وأنسى منك منهل الديم
- أمثبطي عنك الزمان إذن فلا
- نهضت إلى الظل المبارك لي قدم
- أأسر دونك بالحياة وكم يد
- لك بشرتني بالحياة وكم وكم
- أقريرة عيني بعيش لا أرى
- فيه سيوفك في عداتك تحتكم
- أمكلل وجهي ووجهك بارز
- لشبا الأسنة والهواجر تضطرم
- إني إذن لكفور أنعمك التي
- صرمت حبال الذل مني فانصرم
- لا والذي قادت إليك هباته
- ملك الملوك وصفو طاعات الأمم
- لا أقتدي بالخالفين ولا أرى
- أسعى لنيل رضاك في أدنى الهمم
- حتى تبين كيف أثمار الندى
- عندي وتبلو كيف شكري للنعم
- ويريك صدق مواردي ومصادري
- إبطال ما اختلق الحسود وما زعم
- ولعل من يقضي الأمور يقيدني
- برضاك من صرف الزمان فأحتكم
المزيد...
العصور الأدبيه