الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن دارج القسطلي >> اسعد كما سعدت بك الأيام >>
قصائدابن دارج القسطلي
- اسعد كما سعدت بك الأيام
- واسلم كما بك يسلم الإسلام
- وابهر بملك ثابت أركانه
- في باذخ للعز ليس يرام
- وانضم بحمام حمى لك فأله
- وعلى عدوك ترحة وحمام
- مما ينته لك السعود وأبدعت
- فيه المنى وتأنق الإحكام
- وتدفقت فيه المياه كما جرى
- في كفك الإفضال والإنعام
- متألف الأضداد إلا أنه
- فيه طابع زمانه أقسام
- فكان سيفك في يمينك شاده
- حتى التقى فيه ندى وضرام
- وكأنما يسري لمثعب مائه
- ديم يخالط برقهن غمام
- متفرج الأبواب عن صحن ثوى
- فيه الصباح وشرد الإظلام
- وتخيلت فيه خيولك خافقا
- من فوقها الرايات والأعلام
- يتلوه منفجر المياه كأنها
- من فيض جودك في الأنام سجام
- وتليه من جو الربيع سجية
- فيها تساوى الليل والأيام
- مفض إلى شكل الهجير وناره
- برد عليك وإن إلى وسلام
- فكأنه صدر المتيم هاجه
- من ذكر من يهوى جوى وغرام
- وتألفت من مائه ورخامه
- شكلان تشكل فيهما الأوهام
- بهل تحت ذاك الماء ماء جامد
- أم ذاب من فوق الرخام رخام
- وكأنما ريق الحبيب جرى على
- ثغر كما نظم الفريد نظام
- فهو الذي لهوى النفوس هواؤه
- ترتاحه الأرواح والأجسام
- وهو الزمان شقاؤه ومصيفه
- وخريفه وربيعه البسام
- وهو الحياة نعيمها ونسيمها
- وسرورها لك سرمد ودوام
- فانعم به وبكل زهرة عيشة
- ما غردت فوق الغصون حمام
المزيد...
العصور الأدبيه