الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن خفاجة >> نَهرٌ، كما سالَ اللَّمَى ، سلسالُ، >>
قصائدابن خفاجة
نَهرٌ، كما سالَ اللَّمَى ، سلسالُ،
ابن خفاجة
- نَهرٌ، كما سالَ اللَّمَى ، سلسالُ،
- وصَباً بَليلٌ، ذَيلُها مكسالُ
- ومَهَبُّ نَفحَة ِ رَوضَة ٍ مَطلُولَة ٍ،
- في جلهتيها للنسيمِ مجالُ
- غازَلتُهُ،والأقحوانَة ُ مَبسِمٌ،
- و الآسُ صدغٌ والبنفسجُ خالُ
- و وراءَ خفاقِ النجادِ ضبارمٌ
- يسري به خلفَ الظلامِ خيالُ
- ألقى العصا في حيثُ يعثرُ بالحصى
- نهر، وتَعبثُ بالغُصونِ شَمالُ
- و كأنّ مابينَ الغصونِ تنازعٌ
- فيهِ، وما بَينَ المِياهِ جِدالُ
- و أربّ يبردُ من حشاه مكرعٌ
- خَصِرٌ، يَسحّ، وتَلعة ٌ مِخضالُ
- ما بينَ روضة ِ جدولينِ كأنما
- بُسِطَتْ يَمينٌ منهما وشِمالُ
- مثلُ الحبابِ بمنحناهُ ذؤابة ٌ
- خَفّاقَة ٌ، حَيثُ الرّبَى أكفالُ
- و انسابَ ثاني ممعطفيهِ كأنهُ
- هيمانُ نشوانٌ هناكَ مذالُ
- أو ظِلُّ أسمَرَ باللّوَى متأطِّرٌ،
- عَطَفَتْ جَنوبٌ مَتنَهُ وشمالُ
- لم أدرِ هل يزهى فيخطرُ نخوة ً
- أم لاعبتْ أعطافهُ الجريالُ
- فإذا استطارَ بهِ النجاءُ فنيزكٌ
- وإذا تَهَادَى ، فالهِلالُ هِلالُ
- زرّتْ عليهِ جبة ٌ موشية ٌ
- بمقيلهِ أختٌ له أسمالُ
- مِزَقٌ كما يَنقَدّ، في يومِ الوَغَى ،
- عنلبتي مستلئمٍ سربالُ
- ألقَى بهِ منها، هنالكَ، دِرعَهُ،
- بطَلٌ، وجَرّدَ، وشيَهُ، مُختالُ
- بيَد الهَجيرَة ِ منهُ سَوطٌ خافقٌ،
- وبِساقِ لَيلَة ِ صَرْصَرٍ خَلخالُ
- فدَلَفتُ يقدُمُ بي، هناك، ضُبارِمٌ،
- ضارٍ، له، بعمَاية ٍ، أشبالُ
- شَيحانَ، لا أرتابُ من هَلَعٍ، ولا
- أغتابُ من طبعٍ، ولا أغتالُ
- متخايلاً أمشي البَرازَ ودونهُ
- من أرقمٍ سدرٌ ألفُّ وضالُ
- فتوعدتني نظرة ٌ وقادة ٌ
- يُذكَى ، بها تحتَ الظّلامِ، ذُبالُ
- وهوَى ، كما يَهوي أتيٌّ مُزبِدٌ،
- رَجَمتْ به، بعضَ التِّلاعِ، تلالُ
- يهفو الضراءَ أمامهُ ولربما
- يذرُ الكثيبَ وراءهُ ينهالُ
- فدرأتُ بادرة َ الشجاعِ بأخضرٍ
- في رقشهِ هو للشجاعِ مثالُ
- جمدَ الغديرُ بمتنهِ ولربما
- أعشاكَ إفرندٌ لهُ سَيّالُ
- و جمعتُبينَ المشرفيّ وبينهُ
- فتَلاقَتِ الأشباهُ والأشكالُ
- وتَسَاوَرَا يَتَكافَحَانِ، كما التَقَى
- يوماً أبو إسحاقَ والريبالُ
- وكلاهُما من أسوَدٍ ومُهَنَّدٍ،
- في ضِمنِهِ الأوجالُ والآجالُ
المزيد...
العصور الأدبيه