الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن خفاجة >> فيا لَشَجا قَلبٍ، من الصّبرِ، فارغٍ، >>
قصائدابن خفاجة
فيا لَشَجا قَلبٍ، من الصّبرِ، فارغٍ،
ابن خفاجة
- فيا لَشَجا قَلبٍ، من الصّبرِ، فارغٍ،
- و يا لقذى طرفٍ من الدمعِ ملآنِ
- و نفسٍ إلى جوّ الكنيسة ِ صبة ٍ
- و قلبٍ إلى أفقِ الجزيرة ِ حنّانِ
- تعوضتُمن واهاً بآهٍ ومن هوى
- بِهُونٍ، ومن إخوانِ صِدقٍ بخُوّانِ
- و ما كلّ بيضاءٍ بروقٍ بشحمة ٍ
- وما كلّ مَرعًى تَرتَعيهِ بسُعدانِ
- فيا ليتَ شِعري! هل لدَهريَ عَطفة ٌ،
- فتُجمَعَ أوطاري عليّ وأوطاني؟
- مَيادينُ أوطاري ولذّة ُ لذّتي،
- ومَنشأ تَهيامي ومَلعَبُ غزلاني
- كأنْ لم يَصِلني فيهِ ظَبيٌ، يَقُومُ لي
- لماهُ وصدغاهُ براحي وريحاني
- فسقياً لواديهمْ وإن كنتُ إنما
- أبِيتُ، لذكراهُ، بِغُلّة ِ ظَمآنِ
- فكم يومِ لهوٍ قد أدرنا بأفقهِ
- نُجومَ كؤوسٍ، بينَ أقمارِ نَدمانِ
- و للقضبِ والأطيارِ ملهى ً بجرعة ٍ
- فما شئتَ من رقصٍ على رجعِ ألحانِ
- و بالحضرة ِ الغرّاءِ غرّ علقتهُ
- فأحببتُ حبّاً فيه قضبانَ نعمانِ
- رَقيقُ الحَواشي، في مَحاسِنِ وجههِ
- ومَنطقِهِ مَسلى قُلوبٍ وآذانِ
- أغارُ لخَدّيهِ على الوردِ كلّما
- بَدا، ولعِطفَيهِ على أغصُنِ البانِ
- و هبنيَ أجني وردَ خدٍّ بناظري
- فمن أينَ لي منهُ بتُفّاحِ لُبنانِ؟
- يُعَلّلُني منهُ، بمَوعِدِ رَشفَة ٍ،
- خيالٌ لهُ يغري بمطلٍ وليانِ
- حبيبٌ عليهِ لُجّة ٌ من صَوارِمٍ،
- علاها حبابٌ من أسنة ِ مرّانِ
- تراءى لنا في مثلِ صورة ِ يوسفٍ
- تراءى لنا في مثلِ ملكِ سليمانِ
- طَوى بُردُهُ منها صَحيفَة َ فِتنَة ٍ،
- قَرأنا لها، من وَجهِه، سَطْرَ عُنوانِ
- مَحَبّتُهُ ديني ومَثواهُ كَعبَتي،
- ورؤيتهُ حجّتي وذكراهُ قرآني
المزيد...
العصور الأدبيه