الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> كشاجم >> عَجِبَتْ من قَنَاعَتي وقُعُودي >>
قصائدكشاجم
عَجِبَتْ من قَنَاعَتي وقُعُودي
كشاجم
- عَجِبَتْ من قَنَاعَتي وقُعُودي
- غلبَ الجدُّ غالياتِ الخُدُودِ
- إِنْ تكُوني أنكَرْتِ منِّي نُحوسِي
- فَلَقَد طَالَما حَمَدْتِ سُعُودي
- ما وَفى لي بوعدِهِ الدَّهْرُ إِلاَّ
- لِيَفِي بعدَ وعدِهِ بالوعِيدِ
- إنْ ذَوَى غُصْنُ نِعْمتي فَرُوَيدا
- فَعَسَى أَنْ تنوبَ نضرة ُ عودِي
- ما تَنَاهَبَتْنِي السّنُونُ ولا قَا
- رَبَتُ خَطْوِي ولا انحَنَى بي عُودِي
- بَعُدَتْ هِمَّتِي وما أَنا مِمَّنْ
- أَبعدَتْ فيهِ هِمَّتِي بِبَعِيدِ
- وأبى لي القنوطُ أَنَّ عَدُوِّي
- في رداءٍ من الشَّبابِ جَدِيدِ
- حُبِّيَ الحَمْدَ كانَ أكبرَ أسْبَا
- بِ ذَهَابي بطارِفي وتَلِيدِي
- واعْتِيَاضِي من الغِنَا بالغَوَاني
- واعتقادِي هَوَى ابنهِ العنقودِ
- أُقسِمُ الدَّهرَ بينَ وَصْلِ حبيبٍ
- تحتَ ظلِّ الصّبَا وَوَصْلِ وَدُودِ
- وغُدُوِّي على غَطَارفَ شوسٍ
- ورَوَاحِي إلى كواعبَ غيدِ
- بينما أَسْتكهلُ في صدرِ ديوا
- نٍ تصابَيْتُ بينَ نايٍ وَعُودِ
- مُعْتِبا أَرْسُغي أَكُفَّ ظِبَاءٍ
- مُوطِياً أخمَصِي رقَابَ الأُسودِ
- لايزالُ العَزيزُ ينقادُ من فَضْل
- عُبَابي قَوْدِي لتلكَ الجنودِ
- وغرامي بلذّة ِ الجودِ ما إنْ
- زالَ يوماً حتَّى على موجُودِي
- قَدْ لَعَمْري رأيتُ وَجْهَ رَشَادٍ
- لاَحَ لي إذْ رأيتُ وَجْهَ الرّشيدِ
- صَفْوَة ُ الأَكرمين من آلِ عبّا
- سٍ وَحَبْلُ المكارمِ الممدودِ
- وخطيبُ المهذّبينَ بني العبّا
- سِ في كلِّ مَحْفَلٍ مشهودِ
- يردُ المشهَدَ الوفودُ ويأتي
- وحدَه مِنْ بيانِهِ في وفودِ
- وعقيدُ النّدَى تُنالُ بهِ الآمـ
- ـالُ إذْ ليس للنّدَى من عقيدِ
- وترى نحوهُ المسامِعَ تُصْغِي
- لحديثٍ يٌفيضُهُ أَو نَشِيدِ
- فتهابُ العيونُ أنْ تتملاّهُ
- وفيهِ لها مرادُ مُرِيدِ
- وكأن الرؤوسَ من فوقها الـ
- ـطّيرُ سكوناً لآخرٍ مِنْ مجيدِ
- مِلءُ صَدْر وَمِلءُ سَرْجِ وعينٍ
- وفؤادٍ ورغمَ أنفٍ حسودِ
- بَحْرُ علمٍ عداة َ حجَّة ِ خَصْمٍ
- طُودُ حِلمٍ هلالُ ليلة ِ عيدِ
- لو يُبَاري سحبانَ في مُحْكَمِ الـ
- ـقَوْلِ لأمْسَى سحبانُ غيرَ سديدِ
- أو يناجي عَبدَ الحميدِ لما
- أَعجَبَ مروانَ لفظُ عبدِ الحميدِ
- يا بنَ مَوْلَى أبي نصرٍ السّنـ
- ـديّ رُكْنِ الخِلاَفة ِ الموطُودِ
- جامعِ السّيفِ للخليفة ِ والأ
- قْلاَمِ أعْظِمْ بسيّدٍ وَمَسُودِ
- شهدَتْ غرّة ُ الرّشيدِ على
- وجهِكَ بالمولى الزّكيِّ السّعيدِ
- شَبَهٌ مِنْه فيكَ كانَ كإرْثٍ
- لسليمانَ حِيزَ عَنْ داودِ
- كَرَّ أَلفَاظَهُ لَنَفْعِ وَضُرٍّ
- وإشاراتِهِ لِبَأْسٍ وَجُودِ
- ولساناً يستنزلُ العُصْم لِيناً
- فإذا اشتدَّ قالَ للأَرضِ مِيدِي
- قمتَ فنا مُقامَ جَدّكَ عبدِ
- اللّه أكْرِمْ بجدِّهِ في الجُدودِ
- إنْ سأَلْنَاكَ عن حُدُودِ كتابِ اللّهِ
- أَوْضَحْتَ مشكلاتِ الحدودِ
- أَو سَمِعْنَا منكَ الحديثَ فإسْنَا
- دُكَ لابالوَاهِي ولا المردُودِ
- أَو طَلَبْنَا بكَ الرّياسَة َ والجا
- هَ عُضِدْنَا بالعزّ والتّأْييدِ
- قَدْ تَنَاوَلْتَ دُوْنَهُمْ خصْلَة َ السّبْـ
- ـقِ وجاؤوا كأَنَّهُمْ في قيودِ
- ما ترى عُطْلتي وكرّة ُ قومٍ
- شُغِلوا بالخراجِ أَو بالبَرِيدِ
- وَلَو أنَّ الزّمانَ حيّزَ عَنّا
- وتمادَى بنا المدى في صعيدِ
- وَدَواتِي تشكو الفَرَاغَ وأقلا
- مِي ظماءٌ حوائمٌ للوُرُودِ
- وَلَوَ أَني أعملت جرت لشبهٍ
- كشتيتِ الرياضِ أو كالبُرودِ
- مِنْ سُطُورِ أعدَّهَا جَدّيَ السّنـ
- ـديَ مِنْ حُسْنِ نَقْشِهِ في النّقُودِ
- كلُّ نونٍ كعطفة الصّدْعِ يَهْوى
- ألفاً مثلَ قامة ِ المقدُودِ
- ومعانٍ مِثْلِ الأهِلَّة ِ بيضٍ
- في مدادٍ مِثْلِ اللّيالي السّودِ
- كُنْ شَفِيعي فأَنْتُمُ شُفَعَائي
- في الحياة ِ دوماً ودارِ الخلودِ
- سُدْتَ حتَّى لو ابتَغَيْتَ مَزِيداً
- فوقَ ما سُدْتَ لم تجدْ من مَزِيدِ
المزيد...
العصور الأدبيه