الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> كشاجم >> تَعَطَّفْ علينا أيُّها الغُصُنُ الغَضُّ >>
قصائدكشاجم
تَعَطَّفْ علينا أيُّها الغُصُنُ الغَضُّ
كشاجم
- تَعَطَّفْ علينا أيُّها الغُصُنُ الغَضُّ
- أما منكَ شَمٌّ يُستفادُ ولا عَضُّ
- جَنَاكَ جَنى ً فيهِ شِفَاءٌ وصحَّة ٌ
- ولكن لَنا لحظِكَ السّقُمُ المحضُ
- تركتَ طبيبي حائراً باكياً على
- نحولي بعينٍ ما يُسَامِحهَا غَمْضُ
- وأعجبَ منِّي اَنْ أُطيقَ جَوَابَهُ
- وقَدْ كان يَخْفَى في مَجَسَّتِهِ النَّبْضُ
- بَدتْ مَوهناً في درعِة اللونِ تحتَه
- غلائلُ نورٍ حَشْوُهَا بَرَدٌ بَضُ
- وَمَاسَتْ كَمْيسِ الخيزرانِ وأَلّقَتْ
- بأحسنَ مُسْوَدٍّ بدا فيه مُبيضُّ
- وقد نقضَتْ عَهدَ الصباءِ كأَنَّها
- أُناسٌ هواهمُ في عهودِهمُ النَّقْضُ
- وقد أكسبتني نعمة ُ اللّهِ بغضَهُمْ
- فلا زالتِ النّعمى ولا بَرِحِ البُغْضُ
- وكنتُ إذا ما عابَنِي ذُو نباهة ٍ
- يسابقُ بغضٌ من فؤادٍ لهُ مَضُّ
- أبى لِي مجدي أنْ أُساجِلَ مثلَهُ
- وحاسا سماءٌ أَنْ يشاكِلها أَرْضُ
- وما لِيَ أَخشَى حاسداً ومُعانداً
- وليسَ لهُ بَسْطٌ عليَّ ولا قَبْضُ
- نِبَالِي أَقلامي وَسَيْفيَ مِقْوَلِي
- بهِ الدهرَ أبكارَ البلاغة ِ أفتَضُّ
- يريكَ وجوهَ المكرماتِ ضواحَكاً
- ويوضحُ مسودَّ الأَمورِ فَيَبْيضُّ
- وكَمْ خَفَقَ الأَمرَ الذي هو باطلٌ
- وكَمْ دَحَضَ الحقَّ الذي مَالهُ دَحْضُ
- وأَكرمْتُ أَعْراضِي بمالي فَصُنْتُهَا
- وَمَنْ جَادَ لَمْ يَدْنَسْ لهُ أَبداً عِرْضُ
- وَحُمّلتُ اسرارَ الصديقِ أَخِي الصّفا
- فَوُدُّكَ باقٍ لا يحولُ ولا ينضُو
- مُنِينا بِمَنْ نُغْضِي لَهُمْ من عثارهِمْ
- وهمُّهُمُ فيناً التَّيَقُّظُ لا الغَضُّ
- وأنتَ امرؤٌ تصفو إذا كدرَ الورى
- وتحلو إذا ما شَابَ وَدَّهُمُ حَمْضُ
- متى يَشْقَ خِلٌّ بالتَّغَيُّرِ من أخٍ
- خؤونٍ فحظِّي من مودَّتِكَ الخَفْضُ
المزيد...
العصور الأدبيه