الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> ما سدكت علة بمورود >>
قصائدالمتنبي
ما سدكت علة بمورود
المتنبي
- مَا سَدِكَتْ عِلّةٌ بمَوْرُودِ
- أكْرَمَ مِنْ تَغْلِبَ بنِ داوُدِ
- يأنَفُ مِنْ مِيتَةِ الفِراشِ وَقَدْ
- حَلّ بِهِ أصْدَقُ المَوَاعيدِ
- وَمِثْلُهُ أنْكَرَ المَمَاتَ عَلى
- غَيرِ سُرُوجِ السّوابِحِ القُودِ
- بَعْدَ عِثَارِ القَنَا بلَبّتِهِ
- وَضَرْبِهِ أرْؤسَ الصّنَاديدِ
- وَخَوْضِهِ غَمْرَ كُلّ مَهْلَكَةٍ
- للذِّمْرِ فيها فُؤادُ رِعْديدِ
- فإنْ صَبَرْنَا فَإنّنَا صُبُرٌ
- وَإنْ بَكَيْنَا فَغَيْرُ مَرْدودِ
- وَإنْ جَزِعْنَا لَهُ فَلا عَجَبٌ
- ذا الجَزْرُ في البَحْرِ غَيرُ مَعهُودِ
- أينَ الهِبَاتُ التي يُفَرّقُهَا
- على الزَّرَافَاتِ وَالمَوَاحِيدِ
- سالِمُ أهْلِ الوِدادِ بَعْدَهُمُ
- يَسْلَمُ للحُزْنِ لا لِتَخْليدِ
- فَمَا تَرَجّى النّفوسُ مِنْ زَمَنٍ
- أحْمَدُ حالَيْهِ غَيرُ مَحْمُودِ
- إنّ نُيُوبَ الزّمَانِ تَعْرِفُني
- أنَا الذي طالَ عَجْمُها عُودي
- وَفيّ ما قَارَعَ الخُطُوبَ ومَا
- آنَسَني بالمَصائِبِ السُّودِ
- ما كُنْتَ عَنْهُ إذِ اسْتَغاثَكَ يا
- سَيْفَ بَني هاشِمٍ بمَغْمُودِ
- يا أكْرَمَ الأكْرَمينَ يا مَلِكَ الـ
- ـأمْلاكِ طُرّاً يا أصْيَدَ الصِّيدِ
- قَدْ ماتَ مِنْ قَبْلِها فَأنْشَرَهُ
- وَقْعُ قَنَا الخَطّ في اللّغاديدِ
- وَرَمْيُكَ اللّيْلَ بالجُنُودِ وَقَدْ
- رَمَيْتَ أجْفانَهُمْ بتَسْهيدِ
- فَصَبّحَتْهُمْ رِعَالُهَا شُزَّباً
- بَينَ ثُباتٍ إلى عَبَادِيدِ
- تَحْمِلُ أغْمادُهَا الفِداءَ لَهُمْ
- فانْتَقَدُوا الضّرْبَ كالأخاديدِ
- مَوْقِعُهُ في فَراشِ هَامِهِمِ
- وَرِيحُهُ في مَنَاخِرِ السِّيدِ
- أفْنى الحَيَاةَ التي وَهَبْتَ لَهُ
- في شَرَفٍ شَاكِراً وَتَسْوِيدِ
- سَقيمَ جِسْمٍ صَحيحَ مَكْرُمَةٍ
- مَنجُودَ كَرْبٍ غِياثَ مَنجُودِ
- ثُمّ غَدَا قَيْدهُ الحِمَامَ وَمَا
- تَخْلُصُ مِنْهُ يَمينُ مَصْفُودِ
- لا يَنقُصُ الهالِكُونَ مِنْ عَدَدٍ
- مِنْهُ عَليٌّ مُضَيِّقُ البِيدِ
- تَهُبّ في ظَهْرِهَا كَتائِبُهُ
- هُبُوبَ أرْواحِهَا المَراوِيدِ
- أوّلَ حَرْفٍ مِنِ اسمِهِ كَتَبَتْ
- سَنَابِكُ الخَيلِ في الجَلاميدِ
- مَهْمَا يُعَزِّ الفَتى الأميرَ بِهِ
- فَلا بإقْدامِهِ وَلا الجُودِ
- وَمِنْ مُنَانَا بَقَاؤهُ أبَداً
- حَتى يُعَزّى بكُلّ مَوْلُودِ
المزيد...
العصور الأدبيه