الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> أتراها لكثرة العشاق >>
قصائدالمتنبي
أتراها لكثرة العشاق
المتنبي
- أتُراها لكَثْرَةِ العُشّاقِ
- تَحْسَبُ الدّمعَ خِلقَةً في المآقي
- كيفَ تَرْثي التي ترَى كلَّ جَفْنٍ
- راءها غَيرَ جَفْنِها غَيرَ راقي
- أنْتِ مِنّا فَتَنْتِ نَفسَكِ لَكِنّـ
- ـكِ عُوفيتِ مِنْ ضَنًى واشتياقِ
- حُلتِ دونَ المَزارِ فاليَوْمَ لوْ زُرْ
- تِ لحالَ النُّحولُ دونَ العِناقِ
- إنّ لَحْظاً أدَمْتِهِ وأدَمْنَا
- كانَ عَمداً لَنا وحَتفَ اتّفاقِ
- لوْ عَدا عَنكِ غيرَ هجرِكِ بُعدٌ
- لأرارَ الرّسيمُ مُخَّ المَنَاقي
- ولَسِرْنا ولَوْ وَصَلْنا عَلَيها
- مثلَ أنْفاسِنا على الأرْماقِ
- ما بِنا مِنْ هوَى العُيونِ اللّواتي
- لَوْنُ أشفارِهِنّ لَوْنُ الحِداقِ
- قَصّرَتْ مُدّةَ اللّيالي المَواضِي
- فأطالَتْ بها اللّيالي البَواقي
- كاثَرَتْ نائِلَ الأميرِ مِنَ الما
- لِ بما نَوّلَتْ مِنَ الإيراقِ
- لَيسَ إلاّ أبا العَشائِرِ خَلْقٌ
- سادَ هذا الأنامَ باستِحقاقِ
- طاعنُ الطّعنَةِ التي تَطْعَنُ الفيـ
- ـلَقَ بالذّعْرِ والدّمِ المُهرَاقِ
- ذاتُ فَرْغٍ كأنّها في حَشَا المُخْـ
- ـبَرِ عَنها من شِدّةِ الإطْراقِ
- ضارِبُ الهَامِ في الغُبارِ وما يَرْ
- هَبُ أن يَشرَبَ الذي هوَ ساقِ
- فَوْقَ شَقّاءَ للأشَقِّ مَجَالٌ
- بَينَ أرْساغِها وبَينَ الصّفاقِ
- ما رآها مكَذِّبُ الرُّسلِ إلاّ
- صَدّقَ القَوْلَ في صِفاتِ البُراقِ
- هَمُّهُ في ذوي الأسِنّةِ لا فيـ
- ـها وأطْرافُها لَهُ كالنّطاقِ
- ثاقبُ الرّأيِ ثابِتُ الحِلْمِ لا يَقـ
- ـدِرُ أمْرٌ لَهُ على إقْلاقِ
- يا بَني الحارِثِ بنِ لُقمانَ لا تَعـ
- ـدَمْكُمُ في الوَغى متونُ العتاقِ
- بَعَثُوا الرُّعبَ في قُلوبِ الأعاد
- يِّ فكانَ القِتالُ قَبلَ التّلاقي
- وتكادُ الظُّبَى لِما عَوّدوها
- تَنْتَضِي نَفْسَها إلى الأعْناقِ
- وإذا أشفَقَ الفَوارِسُ مِنْ وَقْـ
- ـعِ القَنَا أشفَقوا مِنَ الإشْفاقِ
- كلُّ ذِمرٍ يزْدادُ في الموْتِ حُسناً
- كَبُدورٍ تَمامُها في المُحاقِ
- جاعِلٍ دِرْعَهُ مَنِيّتَهُ إنْ
- لم يكُنْ دونَها منَ العارِ واقِ
- كَرَمٌ خَشّنَ الجَوانبَ مِنهُمْ
- فَهْوَ كالماءِ في الشّفارِ الرّقاقِ
- ومَعالٍ إذا ادّعاها سِواهُمْ
- لَزِمَتْهُ جِنايَةُ السُّرّاقِ
- يابنَ مَنْ كُلّما بَدَوْتَ بدا لي
- غائبَ الشّخصِ حاضرَ الأخلاقِ
- لوْ تَنَكّرْتَ في المَكَرّ لقَوْمٍ
- حَلَفُوا أنّكَ ابنُهُ بالطّلاقِ
- كيفَ يَقوَى بكَفّكَ الزَّندُ والآ
- فاقُ فيها كالكفّ في الآفاقِ
- قَلّ نَفْعُ الحَديدِ فيكَ فَما يَلـ
- ـقاكَ إلاّ مَنْ سَيفُهُ مِنْ نِفاقِ
- إلْفُ هذا الهَواءِ أوْقَعَ في الأنْـ
- ـفُسِ أنّ الحِمامَ مُرُّ المَذاقِ
- والأسَى قبلَ فُرْقَةِ الرّوحِ عجزٌ
- والأسَى لا يكونُ بَعدَ الفِراقِ
- كمْ ثَراءٍ فَرَّجتَ بالرّمْحِ عنهُ
- كانَ مِن بُخلِ أهلِه في وِثاقِ
- والغِنى في يَدِ اللّئيمِ قَبيحٌ
- قَدْرَ قُبْحِ الكَريمِ في الإمْلاقِ
- ليس قوْلي في شمس فعلك كالشّمْـ
- ـسِ ولكن كالشّمسِ في الإشراقِ
- شاعرُ المَجْدِ خِدْنُهُ شاعرُ اللّفْـ
- ـظِ كِلانا رَبُّ المَعاني الدّقاقِ
- لم تَزَلْ تَسمَعُ المَديحَ ولكِنّ
- صَهيلَ الجِيادِ غَيرُ النُّهاقِ
- ليتَ لي مثلَ جَدّ ذا الدّهرِ في الأد
- هُرِ أوْ رِزْقِهِ منَ الأرزاقِ
- أنْتَ فيهِ وكانَ كلُّ زَمانٍ
- يَشتَهي بَعضَ ذا على الخَلاّقِ
المزيد...
العصور الأدبيه