الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> لهوى النفوس سريرة لا تعلم >>
قصائدالمتنبي
لهوى النفوس سريرة لا تعلم
المتنبي
- لهَوَى النّفُوسِ سَرِيرَةٌ لا تُعْلَمُ
- عَرَضاً نَظَرْتُ وَخِلْتُ أني أسْلَمُ
- يا أُختَ مُعْتَنِقِ الفَوَارِسِ في الوَغى
- لأخوكِ ثَمّ أرَقُّ منكِ وَأرْحَمُ
- رَاعَتْكِ رَائِعَةُ البَياضِ بمَفْرِقي
- وَلَوَ انّهَا الأولى لَرَاعَ الأسْحَمُ
- لَوْ كانَ يُمكِنُني سفَرْتُ عن الصّبى
- فالشّيبُ مِنْ قَبلِ الأوَانِ تَلَثُّمُ
- وَلَقَدْ رَأيتُ الحادِثاتِ فَلا أرَى
- يَقَقاً يُمِيتُ وَلا سَوَاداً يَعصِمُ
- وَالهَمُّ يَخْتَرِمُ الجَسيمَ نَحَافَةً
- وَيُشيبُ نَاصِيَةَ الصّبيّ وَيُهرِمُ
- ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ
- وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ
- وَالنّاسُ قَد نَبَذوا الحِفاظَ فمُطلَقٌ
- يَنسَى الذي يُولى وَعَافٍ يَنْدَمُ
- لا يَخْدَعَنّكَ مِنْ عَدُوٍّ دَمْعُهُ
- وَارْحَمْ شَبابَكَ من عَدُوٍّ تَرْحَمُ
- لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ منَ الأذى
- حتى يُرَاقَ عَلى جَوَانِبِهِ الدّمُ
- يُؤذي القَليلُ مِنَ اللّئَامِ بطَبْعِهِ
- مَنْ لا يَقِلّ كَمَا يَقِلّ وَيَلْؤمُ
- وَالظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تجدْ
- ذا عِفّةٍ فَلِعِلّةٍ لا يَظْلِمُ
- وَمن البَليّةِ عَذْلُ مَن لا يَرْعَوي
- عَن جَهِلِهِ وَخِطابُ مَن لا يَفهَمُ
- وَجُفُونُهُ مَا تَسْتَقِرّ كَأنّهَا
- مَطْرُوفَةٌ أوْ فُتّ فيها حِصرِمُ
- وَإذا أشَارَ مُحَدّثاً فَكَأنّهُ
- قِرْدٌ يُقَهْقِهُ أوْ عَجوزٌ تَلْطِمُ
- يَقْلَى مُفَارَقَةَ الأكُفّ قَذالُهُ
- حتى يَكَادَ عَلى يَدٍ يَتَعَمّمُ
- وَتَراهُ أصغَرَ مَا تَرَاهُ نَاطِقاً،
- وَيكونُ أكذَبَ ما يكونُ وَيُقْسِمُ
- وَالذّلّ يُظْهِرُ في الذّليلِ مَوَدّةً
- وَأوَدُّ مِنْهُ لِمَنْ يَوَدّ الأرْقَمُ
- وَمِنَ العَداوَةِ ما يَنَالُكَ نَفْعُهُ
- وَمِنَ الصّداقَةِ ما يَضُرّ وَيُؤلِمُ
- أرْسَلْتَ تَسألُني المَديحَ سَفَاهَةً
- صَفْرَاءُ أضْيَقُ منكَ ماذا أزْعَمُ
- فلَشَدّ ما جاوَزْتَ قَدرَكَ صَاعِداً
- وَلَشَدّ ما قَرُبَتْ عَلَيكَ الأنجُمُ
- وَأرَغْتَ ما لأبي العَشَائِرِ خالِصاً
- إنّ الثّنَاءَ لِمَنْ يُزَارُ فيُنْعِمُ
- وَلمَنْ أقَمْتَ على الهَوَانِ بِبَابِهِ
- تَدْنُو فيُوجأُ أخْدَعاكَ وَتُنْهَمُ
- وَلمَنْ يُهِينُ المَالَ وَهْوَ مُكَرَّمٌ
- وَلمَنْ يَجُرّ الجَيشَ وَهْوَ عَرَمْرَمُ
- وَلمَنْ إذا التَقَتِ الكُماةُ بمَأزِقٍ
- فَنَصِيبُهُ مِنْهَا الكَميُّ المُعْلِمُ
- وَلَرُبّمَا أطَرَ القَنَاةَ بفَارِسٍ،
- وَثَنى فَقَوّمَهَا بِآخَرَ مِنْهُمُ
- وَالوَجْهُ أزْهَرُ وَالفُؤادُ مُشَيَّعٌ
- وَالرّمْحُ أسمَرُ وَالحُسامُ مُصَمِّمُ
- أفْعَالُ مَن تَلِدُ الكِرامُ كَريمَةٌ
- وَفَعَالُ مَنْ تَلِدُ الأعَاجِمُ أعجمُ
المزيد...
العصور الأدبيه