الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> لا خيل عندك تهديها ولا مال >>
قصائدالمتنبي
لا خيل عندك تهديها ولا مال
المتنبي
- لا خَيْلَ عِندَكَ تُهْديهَا وَلا مالُ
- فَليُسْعِدِ النُّطْقُ إنْ لم تُسعِدِ الحالُ
- وَاجْزِ الأميرَ الذي نُعْمَاهُ فَاجِئَةٌ
- بغَيرِ قَوْلٍ وَنُعْمَى النّاسِ أقْوَالُ
- فَرُبّمَا جَزَتِ الإحْسَانَ مُولِيَهُ
- خَريدَةٌ مِنْ عَذارَى الحَيّ مِكسالُ
- وَإنْ تكُنْ مُحْكَماتُ الشّكلِ تمنَعُني
- ظُهُورَ جَرْيٍ فلي فيهِنّ تَصْهالُ
- وَمَا شكَرْتُ لأنّ المَالَ فَرّحَني
- سِيّانِ عِنْديَ إكْثَارٌ وَإقْلالُ
- لَكِنْ رَأيْتُ قَبيحاً أنْ يُجَادَ لَنَا
- وَأنّنَا بِقَضَاءِ الحَقّ بُخّالُ
- فكُنْتُ مَنبِتَ رَوْضِ الحَزْنِ باكرَهُ
- غَيثٌ بِغَيرِ سِباخِ الأرْضِ هَطّالُ
- غَيْثٌ يُبَيِّنُ للنُّظّارِ مَوْقِعُهُ
- أنّ الغُيُوثَ بِمَا تَأتيهِ جُهّالُ
- لا يُدرِكُ المَجدَ إلاّ سَيّدٌ فَطِنٌ
- لِمَا يَشُقُّ عَلى السّاداتِ فَعّالُ
- لا وَارِثٌ جَهِلَتْ يُمْنَاهُ ما وَهَبَتْ
- وَلا كَسُوبٌ بغَيرِ السّيفِ سَأْآلُ
- قالَ الزّمانُ لَهُ قَوْلاً فَأفْهَمَهُ،
- إنّ الزّمَانَ على الإمْساكِ عَذّالُ
- تَدرِي القَنَاةُ إذا اهْتَزّتْ برَاحَتِهِ
- أنّ الشقيَّ بهَا خَيْلٌ وَأبْطَالُ
- كَفَاتِكٍ وَدُخُولُ الكَافِ مَنقَصَةٌ
- كالشمسِ قُلتُ وَما للشمسِ أمثَالُ
- ألقائِدِ الأُسْدَ غَذّتْهَا بَرَاثِنُهُ
- بمِثْلِهَا مِنْ عِداهُ وَهْيَ أشْبَالُ
- ألقاتِلِ السّيفَ في جِسْمِ القَتيلِ بِهِ
- وَللسّيُوفِ كمَا للنّاسِ آجَالُ
- تُغِيرُ عَنْهُ على الغارَاتِ هَيْبَتُهُ
- وَمَالُهُ بأقَاصِي الأرْضِ أهْمَالُ
- لَهُ منَ الوَحشِ ما اختارَتْ أسِنّتُهُ
- عَيرٌ وَهَيْقٌ وَخَنْسَاءٌ وَذَيّالُ
- تُمْسِي الضّيُوفُ مُشَهّاةً بِعَقْوَتِهِ
- كأنّ أوْقاتَهَا في الطّيبِ آصَالُ
- لَوِ اشْتَهَتْ لَحْمَ قارِيهَا لَبَادَرَهَا
- خَرَادِلٌ مِنهُ في الشِّيزَى وَأوْصَالُ
- لا يَعْرِفُ الرُّزْءَ في مالٍ وَلا وَلَدٍ
- إلاّ إذا حَفَزَ الضِّيفَانَ تَرْحَالُ
- يُروي صَدى الأرض من فَضْلات ما شربوا
- محْضُ اللّقاحِ وَصَافي اللّوْنِ سلسالُ
- تَقرِي صَوَارِمُهُ السّاعاتِ عَبْطَ دَمٍ
- كَأنّمَا السّاعُ نُزّالٌ وَقُفّالُ
- تَجْرِي النّفُوسُ حَوَالَيْهِ مُخَلَّطَةً
- مِنهَا عُداةٌ وَأغْنَامٌ وَآبَالُ
- لا يَحْرِمُ البُعْدُ أهْلَ البُعْدِ نائِلَهُ
- وغَيرُ عاجِزَةٍ عَنْهُ الأُطَيْفَالُ
- أمضَى الفَرِيقَينِ في أقْرَانِهِ ظُبَةً
- وَالبِيضُ هَادِيَةٌ وَالسُّمْرُ ضُلاّلُ
- يُرِيكَ مَخْبَرُهُ أضْعَافَ مَنظَرِهِ
- بَينَ الرّجالِ وَفيها المَاءُ وَالآلُ
- وَقَدْ يُلَقّبُهُ المَجْنُونَ حَاسِدُهُ
- إذا اختَلَطْنَ وَبَعضُ العقلِ عُقّالُ
- يَرْمي بهَا الجَيشَ لا بُدٌّ لَهُ وَلَهَا
- من شَقّهِ وَلوَ کنّ الجَيشَ أجبَالُ
- إذا العِدَى نَشِبَتْ فيهِمْ مَخالِبُهُ
- لم يَجْتَمِع لهُمُ حِلْمٌ وَرِئْبَالُ
- يَرُوعُهُمْ مِنْهُ دَهْرٌ صَرْفُهُ أبَداً
- مُجاهِرٌ وَصُرُوفُ الدّهرِ تَغتالُ
- أنَالَهُ الشّرَفَ الأعْلى تَقَدُّمُهُ
- فَمَا الذي بتَوَقّي مَا أتَى نَالُوا
- إذا المُلُوكُ تَحَلّتْ كانَ حِلْيَتَهُ
- مُهَنَّدٌ وَأصَمُّ الكَعْبِ عَسّالُ
- أبُو شُجاعٍ أبو الشّجعانِ قاطِبَةً
- هَوْلٌ نَمَتْهُ مِنَ الهَيجاءِ أهوَالُ
- تَمَلّكَ الحَمْدَ حتى ما لِمُفْتَخِرٍ
- في الحَمْدِ حاءٌ وَلا ميمٌ وَلا دالُ
- عَلَيْهِ مِنْهُ سَرَابيلٌ مُضَاعَفَةٌ
- وَقَدْ كَفَاهُ مِنَ الماذِيِّ سِرْبَالُ
- وَكَيْفَ أسْتُرُ ما أوْلَيْتَ من حَسَنٍ
- وَقَدْ غَمَرْتَ نَوَالاً أيّهَا النّالُ
- لَطّفْتَ رَأيَكَ في بِرّي وَتَكْرِمَتي
- إنّ الكَريمَ على العَلْياءِ يَحْتَالُ
- حتى غَدَوْتَ وَللأخْبَارِ تَجْوَالٌ
- وَللكَوَاكِبِ في كَفّيْكَ آمَالُ
- وَقَدْ أطَالَ ثَنَائي طُولُ لابِسِهِ...
- إنّ الثّنَاءَ عَلى التِّنْبَالِ تِنْبَالُ
- إنْ كنتَ تكبُرُ أنْ تَخْتَالَ في بَشَرٍ
- فإنّ قَدْرَكَ في الأقْدارِ يَخْتَالُ
- كأنّ نَفْسَكَ لا تَرْضَاكَ صَاحِبَهَا
- إلاّ وَأنْتَ على المِفضَالِ مِفضَالُ
- وَلا تَعُدُّكَ صَوّاناً لمُهْجَتِهَا
- إلاّ وَأنْتَ لهَا في الرّوْعِ بَذّالُ
- لَوْلا المَشَقّةُ سَادَ النّاسُ كُلُّهُمُ؛
- ألجُودُ يُفْقِرُ وَالإقدامُ قَتّالُ
- وَإنّمَا يَبْلُغُ الإنْسانُ طَاقَتَهُ
- مَا كُلّ ماشِيَةٍ بالرّحْلِ شِمْلالُ
- إنّا لَفي زَمَنٍ تَرْكُ القَبيحِ بهِ
- من أكثرِ النّاسِ إحْسانٌ وَإجْمالُ
- ذِكْرُ الفتى عُمْرُهُ الثّاني وَحاجَتُهُ
- مَا قَاتَهُ وَفُضُولُ العَيشِ أشغَالُ
المزيد...
العصور الأدبيه