الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> لا تحسبوا ربعكم ولا طلله >>
قصائدالمتنبي
لا تحسبوا ربعكم ولا طلله
المتنبي
- لا تَحْسَبوا رَبعَكُمْ ولا طَلَلَهْ
- أوّلَ حَيٍّ فِراقُكُمْ قَتَلَهْ
- قَد تَلِفَتْ قَبْلَهُ النّفوسُ بكُمْ
- وأكثرَتْ في هَواكُمُ العَذَلَهْ
- خَلا وفيهِ أهْلٌ وأوْحَشَنَا
- وفيهِ صِرْمٌ مُرَوِّحٌ إبِلَهْ
- لوْ سارَ ذاكَ الحَبيبُ عن فَلَكٍ
- ما رضيَ الشّمسَ بُرْجُهُ بَدَلَهْ
- أُحِبّهُ والهَوَى وأدْؤرَهُ
- وكُلُّ حُبٍّ صَبابَةٌ ووَلَهْ
- يَنصُرُها الغَيثُ وهيَ ظامِئَةٌ
- إلى سِواهُ وسُحْبُها هَطِلَهْ
- واحَرَبَا مِنكِ يا جَدايَتَهَا
- مُقيمَةً، فاعلَمي، ومُرْتَحِلَهْ
- لَوْ خُلِطَ المِسْكُ والعَبيرُ بهَا
- ولَستِ فيها لَخِلْتُها تَفِلَهْ
- أنا ابنُ مَن بعضُهُ يَفُوقُ أبَا الـ
- ـباحِثِ والنَّجلُ بعضُ من نَجَلَهْ
- وإنّما يَذْكُرُ الجُدودَ لَهُمْ
- مَنْ نَفَرُوهُ وأنْفَدوا حِيَلَهْ
- فَخْراً لعَضْبٍ أرُوحُ مُشْتَمِلَهْ
- وسَمْهَرِيٍّ أرُوحُ مُعْتَقِلَهْ
- وليَفْخَرِ الفَخْرُ إذْ غدَوْتُ بهِ
- مُرْتَدِياً خَيْرَهُ ومُنْتَعِلَهْ
- أنا الذي بَيّنَ الإل?هُ بِهِ الـ
- ـأقْدارَ والمَرْءُ حَيْثُما جَعَلَهْ
- جَوْهَرَةٌ تَفْرَحُ الشِّرافُ بهَا
- وغُصّةٌ لا تُسِيغُها السّفِلَهْ
- إنّ الكِذابَ الذي أُكَادُ بِهِ
- أهْوَنُ عِنْدي مِنَ الذي نَقَلَهْ
- فَلا مُبَالٍ ولا مُداجٍ ولا
- وانٍ ولا عاجِزٌ ولا تُكَلَهْ
- ودارِعٍ سِفْتُهُ فَخَرَّ لَقًى
- في المُلْتَقَى والعَجاجِ والعَجَلَهْ
- وسامِعٍ رُعْتُهُ بقافِيَةٍ
- يَحارُ فيها المُنَقِّحُ القُوَلَهْ
- ورُبّما أُشْهِدُ الطّعامَ مَعي
- مَن لا يُساوي الخبزَ الذي أكَلَهْ
- ويُظْهِرُ الجَهْلَ بي وأعْرِفُهُ
- والدُّرُّ دُرٌّ برَغْمِ مَنْ جَهِلَهْ
- مُسْتَحْيِياً من أبي العَشائِرِ أنْ
- أسْحَبَ في غَيرِ أرْضِهِ حُلَلَهْ
- أسْحَبُها عِنْدَهُ لَدَى مَلِكٍ
- ثِيابُهُ مِنْ جَليسِهِ وَجِلَهْ
- وبِيضُ غِلْمانِهِ كَنائِلِهِ
- أوّلُ مَحْمُولِ سَيْبِهِ الحَمَلَهْ
- ما ليَ لا أمْدَحُ الحُسَينَ ولا
- أبْذُلُ مِثْلَ الوُدِّ الذي بَذَلَهْ
- أأخْفَتِ العَينُ عندَهُ أثَراً
- أمْ بَلَغَ الكَيْذُبانُ ما أمَلَهْ
- أمْ لَيسَ ضَرّابَ كلّ جُمجمَةٍ
- مَنْخُوّةٍ ساعةَ الوَغَى زَعِلَهْ
- وصاحِبَ الجُودِ ما يُفارِقُهُ
- لَوْ كانَ للجُودِ مَنْطِقٌ عَذَلَهْ
- وراكِبَ الهَوْلِ لا يُفَتِّرُهُ
- لَوْ كانَ للهَوْلِ مَحْزِمٌ هَزَلَهْ
- وفارِسَ الأحْمَرِ المُكَلِّلَ في
- طَيِّءٍ المُشْرَعَ القَنَا قِبَلَهْ
- لمّا رأتْ وَجهَهُ خُيُولُهُمُ
- أقْسَمَ بالله لا رأتْ كَفَلَهْ
- فأكْبَرُوا فِعْلَهُ وأصْغَرَهُ؛
- أكبَرُ مِنْ فِعْلِهِ الذي فَعَلَهْ
- القاطِعُ الواصِلُ الكَميلُ فَلا
- بَعضُ جَميلٍ عن بَعضِهِ شَغَلَهْ
- فَواهِبٌ والرّماحُ تَشْجُرُهُ
- وطاعِنٌ والهِباتُ مُتّصِلَهْ
- وكُلّما أمّنَ البِلادَ سَرَى
- وكلّما خِيفَ مَنْزِلٌ نَزَلَهْ
- وكُلّما جاهَرَ العَدُوَّ ضُحًى
- أمكَنَ حتى كأنّهُ خَتَلَهْ
- يَحْتَقِرُ البِيضَ واللِّدانَ إذا
- سَنّ علَيهِ الدِّلاصَ أوْ نَثَلَهْ
- قد هَذَبَتْ فَهْمَهُ الفَقاهَةُ لي
- وهَذّبَتْ شِعريَ الفَصاحَةُ لَهْ
- فصِرْتُ كالسّيفِ حامِداً يَدَهُ
- لا يحمدُ السّيفُ كلَّ من حَمَلَهْ
المزيد...
العصور الأدبيه