الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> المتنبي >> بكيت يا ربع حتى كدت أبكيكا >>
قصائدالمتنبي
بكيت يا ربع حتى كدت أبكيكا
المتنبي
- بكَيتُ يا رَبْعُ حتى كِدْتُ أُبكيكَا
- وجُدْتُ بي وبدَمعي في مَغانيكَا
- فعِمْ صَباحاً لقدْ هَيّجتَ لي طَرَباً
- وَارْدُدْ تَحِيّتَنَا إنّا مُحَيّوكَا
- بأيّ حُكْمِ زَمانٍ صِرْتَ مُتّخِذاً
- رِئْمَ الفَلا بَدَلاً من رِئْمِ أهليكَا
- أيّامَ فيكَ شُمُوسٌ ما انْبَعَثْنَ لَنا
- إلاّ ابتَعَثنَ دماً باللّحْظِ مَسْفُوكَا
- والعَيشُ أخضَرُ والأطلالُ مُشرِقَةٌ
- كأنّ نُورَ عُبَيْدِالله يَعْلُوكَا
- نَجا امرؤٌ يا ابنَ يحيَى كنتَ بُغيَتَهُ
- وخابَ رَكْبُ رِكابٍ لم يَؤمّوكَا
- أحْيَيْتَ للشّعَراءِ الشّعرَ فامْتَدَحوا
- جَميعَ مَنْ مَدَحوهُ بالّذي فيكَا
- وعَلّمُوا النّاسَ منكَ المجدَ واقتدروا
- على دَقيقِ المَعاني مِنْ مَعانيكَا
- فكُنْ كَما شِئتَ يا مَنْ لا شَبيهَ لَهُ
- وكيفَ شئتَ فَما خَلْقٌ يُدانيكَا
- شُكْرُ العُفاةِ لِما أوْلَيتَ أوْجَدَني
- إلى نَداكَ طَريقَ العُرْفِ مَسْلُوكَا
- وعُظْمُ قَدْرِكَ في الآفاقِ أوْهَمَني
- أنّي بِقِلّةِ ما أثْنَيْتُ أهْجُوكَا
- كَفَى بأنّكَ مِنْ قَحطانَ في شَرَفٍ
- وإنْ فَخَرْتَ فكُلٌّ مِنْ مَواليكَا
- ولَوْ نَقَصْتُ كما قد زِدْتَ من كَرَمٍ
- على الوَرَى لَرَأوْني مِثْلَ شانيكَا
- لَبَّيْ نَداكَ لَقَدْ نادَى فأسْمَعَني
- يَفديكَ من رجلٍ صَحبي وأفديكَا
- ما زِلْتَ تُتْبِعُ ما تُولي يَداً بيَدٍ
- حتى ظَنَنْتُ حَياتي مِنْ أياديكَا
- فإنْ تَقُلْ هَا فَعاداتٌ عُرِفتَ بها
- أوْ لا فإنّكَ لا يَسخُو بلا فُوكَا
المزيد...
العصور الأدبيه