الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> يا حبذا فوق الكثيب الاعفر >>
قصائدالشريف الرضي
يا حبذا فوق الكثيب الاعفر
الشريف الرضي
- يا حبذا فوق الكثيب الاعفر
- رَكْزُ الذّوَابِلِ في ظِلالِ الضُّمّر
- ومناخ كل مطية معقولة
- ومجال كل مناقل متمطر
- وتطرح الركب الطلاح على النقا
- يهفون بين مزمل ومعفر
- رفعت لعين الناظر المتنور
- وَاللّيْلُ مِثْلُ الوَاقِفِ المُتَحَيّرِ
- نَارٌ كَأطْرَافِ البُزُوقِ تَشُبّهَا
- بمطالع البيداء ايدي معشر
- كم نفرت من شجو قلب نافر
- واستمطرت من دمع عين ممطر
- لله اية ساعة حضر الاسى
- فيها فغيب في القلوب الحضر
- أجنَت بهَا غُدْرَ الوَفَاءِ فلَمْ تَغِضْ
- والغدر طامي الماء غير مكدر
- وَفَوَارِسٍ رَكِبُوا النِّجاءَ، وَأدْلجوا
- من موغل خلف المنى ومغرر
- مروا يجرون الرماح لغارة
- وَالطّالِعَاتُ عَنِ الدُّجَى لَمْ تُجرَرِ
- فكأنما الجرباء لمة احلس
- وَلَهَا المَجَرّة ُ مَفرِقٌ لَمْ يُسْتَرِ
- افشي حنين ركابهم سر السرى
- لغباً فاضمر في نزائع ضمر
- نَحَرُوا بِهَا نَحْرَ الفَلاة ِ، وَقَلّبُوا
- قلب الظلام على ذميل مسعر
- والعيس تلطم خد كل مفازة
- وتريق ما ابقى المزاد وتمتري
- وَلَرُبّ مُنْذَلِقٍ تَمَنْطَقَ سَيفَه
- بنجيع كل ممنطق ومسور
- ومسود بالغدر وجه وفائه
- عصفرته بشبا الوشيج الاسمر
- فشفيت غل النفس من حوبائه
- نهلا يعل من الدم المتمنجر
- خلع الحياة جناته وصوارمي
- خلعت عليه يلمقاً لم يزرر
- وَلَقَدْ رَمَيتُ ضَميرَهُ مِنْ خَشيَتي
- باحد من طرف السنان واعقر
- ولرب روع رعته بفوارس
- قَلَبُوا صُدورَ رِماحِهِمْ للأظْهُرِ
- فكَدَرْتُ تحتَ النّقعِ، من جَبَهاتهِم
- مثلَ النّجومِ عَلى العَجَاجِ الأكْدَرِ
- وَهُمُ الأُلى رَبّتْ لَهُمْ أحسَابُهُمْ
- وَلَدَ المَعَالي في حُجُورِ الأعصُرِ
- مِنْ كُلّ أبْلَجَ مُذْ تَلَثّمَ وَجهُهُ
- بالنّفْعِ في طَلَبِ العُلَى لمْ يُسفِرِ
- ما زَالَ يَخطِرُ في غَمامَة ِ قَسطَلٍ
- بَينَ العَوَالي، أوْ قَميصِ سَنَوَّرِ
- لا يَتّقي الشّمسَ، الظّهائرَ، إنْ سرَى
- إلاّ بظِلّ قَناً وَعَارِضِ عِثْيَرِ
- في مَعْرَكٍ سَحَبَ العَجاجُ ذَوَائِباً
- سُوداً بِهِ، فَوْقَ النّجيعِ الأحْمَرِ
- افل السنان عن الطعان كأنه
- فَكَأنّ كُلّ حَشًى رِبَابَة ُ مَيسِرِ
- عثرت بارياش القشاعم شمسه
- والطعن في هبواته لم يعثر
- نثرت على بيض الكماة دراهاً
- فَنُثِرْنَ ضَرْباً، وَهيَ لَمْ تتنَثّرِ
- لم تشعر الهامات عند نثارها
- بقرارها فكأنها لم تنثر
- يجرون وهي مقيمة لكنها
- خطارة من مغفر في مغفر
- من مبلغ عني القبائل انني
- مُتَوَطّنٌ عُنقَ العَلاءِ بِمَفْخَرِ
- اشرعت ضم الجود مشرع تالدي
- فامتَاحَهمْ، وَطِلاحُهمْ لم تَصْدُرِ
- جَاءَتْ كمَا جَاءَ الشّهابُ مُضِيئَة ً
- تجلو الاسى عن قلب كل مفكر
- من خاطر خطرت به همم العلى
- وَالشِّعْرُ بَعْدُ بِقَلْبِهِ لمْ يَخْطُرِ
- نائي الخَنا، داني النُّهَى ، صَافي السَّدى
- ضَافي العَطَايَا، وَالعُلَى وَالمَفْخَرِ
المزيد...
العصور الأدبيه