الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> ما يَصْنَعُ السّيرُ بالجُرْدِ السّرَاحِيبِ >>
قصائدالشريف الرضي
ما يَصْنَعُ السّيرُ بالجُرْدِ السّرَاحِيبِ
الشريف الرضي
- ما يَصْنَعُ السّيرُ بالجُرْدِ السّرَاحِيبِ
- إنْ كانَ وَعدُ الأماني غيرَ مَكذوبِ
- لله أمر من الأيام اطلبه
- هيهات أطلب أمراً غير مطلوب
- لا تَصْحَبِ الدّهرَ إلاّ غيرَ مُنتَظِرٍ
- فالهم يطرده قرع الظنابيب
- وَاقذِفْ بنَفسِكَ في شَعوَاءَ خابِطَة ٍ
- كالسيل يعصف بالصوان واللوب
- إن حنت النيب شوقاً وهي واقفة
- فان عزمي مشتاق إلى النيب
- أوْ صَارَتِ البِيضُ في الأغمادِ آجِنَة ً
- فإنما الضرب ماء غير مشروب
- مَتَى أرَاني وَدِرْعي غَيرُ مُحقَبَة ٍ
- أجر رمحي وسيفي غير مقروب
- أيد تجانب دنيا لا بقاء لها
- خِبَاؤهَا بَينَ تَقْوِيضٍ وَتَطنِيبِ
- قد كنت غراً وكان الدهر يسمح لي
- إن الرقيب على دنياي تجريبي
- وعدت يا دهر شيئاً بت أرقبه
- وما أرى منك إلا وعد عرقوب
- وَحَاجَة ٍ أتَقَاضَاهَا وَتَمْطُلُني
- كَأنّهَا حَاجَة ٌ في نَفْسِ يَعقُوبِ
- لأُتْعِبَنّ عَلى البَيْداءِ رَاحِلَة ً
- والليل بالريح خفاق الجلابيب
- ما كنتُ أرْغَبُ عن هوْجاءَ تَقذِفُ بي
- هام المرورى وأعناق الشناخيب
- في فِتية ٍ هَجرُوا الأوْطانَ وَاصْطَنَعوا
- إيدِي المَطَايَا بإدْلاجٍ وَتَأوِيبِ
- مِنْ كلّ أشعَثَ مُلتاثِ اللّثَامِ، لَهُ
- لَحْظٌ تَكَرّرُهُ أجفَانُ مَدْؤوبِ
- يُوَسِّدُ الرّحْلَ خَدّاً مَا تَوَسّدَهُ
- قَبلَ المَطالبِ غيرُ الحُسنِ وَالطّيبِ
- إلَيكَ طارَتْ بِنا نُجْبٌ مُدَفَّعَة ٌ
- تحت السياط رميضات العراقيب
- وردن منك سحاباً غير منتقل
- عَنِ البِلادِ، وَبَدْراً غَيرَ مَحجوبِ
- مَا زِلْتَ تَرْغَبُ في مَجْدٍ تُشَيّدُهُ
- عَفْواً وَغَيرُكَ في كَدٍّ وَتَعذِيبِ
- حتى بَلَغْتَ مِنَ العَلْيَاءِ مَنْزِلَة ً
- تفدي الأعاجم فيها بالأعاريب
- إني رأيتك ممن لا يخادعه
- حَثُّ الزّجَاجَة ِ بالغِيدِ الرّعَابيبِ
- ولا تحل يد الإقداح حبونه
- اذا احتبى بين مطعون ومضروب
- يُهَابُ سَيفُكَ مَصْقولاً وَمُختَضِباً
- وأهيب الشعر شيب غير مخضوب
- يأوي حسامك إن صاح الضراب به
- الى لواءٍ من العلياء منصوب
- وَيَرْتَمي بكَ، وَالأرْمَاحُ وَالِغَة ٌ
- طماح كل اسيل الخد يعبوب
- بلم يسل همك من مال تفرقه
- إلاّ تَعَشّقَ أطْرَافَ الأنَابِيبِ
- إذا مَنَحْتَ العَوَالي كَفَّ مُسْتَلِبٍ
- أقطَعتَ بَذْلَ العَطايا كَفَّ مَسلوبِ
- لا يَرْكَبُ النّدبُ إلاّ كلَّ مُعضِلَة ٍ
- كَأنّ ظَهْرَ الهُوَيْنَا غَيرُ مَرْكوبِ
- ولا يرى الغدر اهلاً ان يلم به
- وانما الغدر مأخوذ عن الذيب
- مَا نَالَ مَدْحي أبُو نَصْرٍ بِنَائِلَة ٍ
- ولا بسلطان ترغيب وترهيب
- إلاّ بِشيمَة ِ بَسّامٍ وَتَكْرِمَة ٍ
- غَرّاءَ تَعدِلُ عندي كلَّ مَوْهُوبِ
- انت المعين على امر تصاوله
- وَحَاجَة ٍ شَافَهَتْنَا بِالأعَاجيبِ
- وَمِثلُ سَمعِكَ يَدعُوهُ إلى كَرَمٍ
- قَوْلٌ تُشَيّعُهُ أنْفَاسُ مَكْرُوبِ
- سَبَى فنَاؤكَ آمَالاً لطِينَتِها
- سَبْيَ الأزِمّة ِ أعنَاقَ المَصَاعيبِ
- يا خيرمن قال بلغ خير مستمع
- عَنّي وَحَسبُكَ مِنْ وَصْفٍ وَتَلقيبِ
- لَوْلاكَ يا مَلِكَ الأمْلاكِ سَالَ بِنَا
- مِنَ النّوَائِبِ عَرّاصُ الشّآبِيبِ
- زجرت عنا الليالي وهي رابضة
- تَقْرُو بِأنْيَابِهَا عَقْرَ المَخاليبِ
- ارعيتنا الكلأ الممطور ننشطه
- نشط الخمائل بعد المربع الموبي
- فكُنتَ كالغَيثِ مَسّ المَحلَ رَيّقُهُ
- فَهَذّبَ الأرْضَ منهُ أيَّ تَهذِيبِ
- هذا أتَى قائِلاً، وَالصّدْقُ يَنصُرُهُ
- اقال عنقي وكان السيف يغري بي
- صَدَقتَ ظَنَّ العُلَى فيه، وَحاسِدُهُ
- يعطي الحقائق اطراف الاكاذيب
- تركته زاهداً في العيش منقطعاً
- عن القراين منا والاصاحيب
- وكان بالحرب يلقى من ينافره
- فَصَارَ يَلقَى الأعَادي بِالمَحارِيبِ
- ماقلت ما كان صرف الدهر ادبه
- بَلى قَديماً، وَهذا فَضْلُ تأدِيبِ
- الحمد لله لا أشكو الى أحد
- قَلّ الوَفَاءُ منَ الشبّانِ والشّيبِ
- هَيَّأتَ مَجدَكَ يَستَوْفي الزّمَانَ بهِ
- عَزْماً حُسَاماً، وَرأياً غيرَ مَغلوبِ
- ولا صبرت على ذل ومنقصة
- وَلا حَذِرْتَ عَلى عَذْلٍ وَتَأنِيبِ
- خَطَبتَ شِعرِي إلى قَلْبٍ يَضِنّ بهِ
- الا عليك فباشر خير مخطوب
- شببت بالعز اذ كان المديح له
- فما اصول بمدحي دون تشبيب
- لا علقَ الموت نفساً انت صاحبها
- ان الحمام محب غير محبوب
المزيد...
العصور الأدبيه