الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> لَوْ صَحّ أنّ البَيْنَ يَعشَقُهُ >>
قصائدالشريف الرضي
لَوْ صَحّ أنّ البَيْنَ يَعشَقُهُ
الشريف الرضي
- لَوْ صَحّ أنّ البَيْنَ يَعشَقُهُ
- ما استعبرت في السير أينقه
- قَمَرٌ عَلى غُصْنٍ يُرَنّحُهُ
- مر اللحاظ وليس يرشقه
- طأْطأْت لحظ العين حين خطا
- وَالبَيْنُ يَرْمُقُني وَيَرْمُقُهُ
- واذبت دمعي يوم ودعني
- في صحن خد ذاب رونقه
- ودعته والبدر تحسبه
- مُتَقَاعِساً في الفَجْرِ أعنَقُهُ
- وَاللّيْلُ يَكْبُو فيهِ أدْهَمُهُ
- وَالصّبْحُ يَنهَضُ مِنْهُ أبلَقُهُ
- وَاللّثْمُ يَرْكُضُ في سَوَالِفِهِ
- وَتَكَادُ خَيْلُ الدّمْعِ تَسبُقُهُ
- ما غرني يوم اللقاء ولا
- خدع ارتياح هواي ريقه
- وعلمت حين نشرت مطرفه
- إن الفراق غدا يمزقه
- بكَتِ الجُفُونُ، وَأنتَ طارِفُها
- وشكا الفؤاد وأنت محرقه
- ودّي لخير الناس أذخره
- مَا كُلُّ وُدٍّ فيكَ أُنْفِقُهُ
- ودّ تقادم عهده فصفا
- وَجَدِيدُ وُدّ المَرْءِ أخلَقُهُ
- لمشمر الأطراف منزعج
- الاعطاف يهجعه تأرقه
- لأغر تُعشي الشمس غرته
- ويشق جيب الليل مشرقه
- يسري فتحجبه خلائقه
- وَيُضِيءُ أوْجُهَهَا تَخَلُّقُهُ
- أبدَتْ خَبِيَّ المَجدِ طَلعَتُهُ
- وَأذاعَ سِرَّ المَجدِ مَنطِقُهُ
- وَلَقَلّما شَرِقَتْ أسنّتُهُ
- إلا وصفو الحمد يشرقه
- وَإذا استَرَقّ المَحلُ مُرْتَبَعاً
- أمَرَ السّحَابَ الجَوْنَ يُعتِقُهُ
- وَإذا تَأمّلَ شَخصَهُ مَلِكٌ
- أوْمَا إلى قَدَمَيْهِ مَفرِقُهُ
- في كفه عارى الذباب له
- لمع يدلك كيف ترمقه
- أطْغَاهُ رَوْنَقُ غَرْبِهِ، فطغى
- والماء يطغيه ترقرقه
- جذلان يرقص في الرؤوس إذا
- غَنّتْهُ بالصَّهَلاتِ سُبّقُهُ
- صَلّى الرّدَى لَوْ يَستَطيعُ إلى
- نصل براحته مخلقه
- يؤوي الضيوف ودون حجرته
- بَابٌ عَلى الأحداثِ يُغْلِقُهُ
- وإذا النوائب زعزعت يده
- في الطعن جاءته تملقه
- عريان خيل الغدر من دنس
- لا يستطيع الغدر يعلقه
- الجود ينهاه ويأمره
- وَالدّهْرُ يَرْجُوهُ وَيَفرَقُهُ
- هُوَ قَادِرٌ لَكِنّ صَوْلَتَهُ
- في البطش يصرعها ترفقه
- وَلَرُبّ مَجْهُولٍ رَكَائِبُهُ
- خَلْفَ الرّيَاحِ الهُوجِ تَخرُقُهُ
- قَلقَلتَ بالأجفَافِ تُرْبَتَهُ
- وَالقَيظُ عَنْ أَمَمٍ يُحَرّقُهُ
- ذمتك ربوته ووهدته
- وشكاك فدفده وسملقه
- وَلَرُبّ وِرْدٍ بِتَّ قَارِبَهُ
- لا يَطْمَئِنّ بِهِ تَدَفّقُهُ
- والماء يرعد في جوانبه
- جزعاً وظمء العيس يشرقه
- لمّا لحَظْتَ الدّهْرَ زَايَلَهُ
- أظلامه وافتر ضيقه
- سَاوَرْتَهُ، فَفَضَضْتَ سَوْرَتَهُ
- وَارْتَاحَ في نُعمَاكَ مُمْلِقُهُ
- وَكَذاكَ هَمُّ الرّيحِ في غُصُنٍ
- تَثْنِيهِ، أوْ مَاءٍ تُصَفّقُهُ
- لما رآك الملك منصلتاً
- بالسّيْفِ تُرْعِدُهُ وَتُبْرِقُهُ
- استنكف التعديل مايله
- واسترجع التحكيم أخرقه
- أفل السماح وأنت شارقه
- ودجا العلاء وأنت مشرقه
- وَلَرُبّ يَوْمٍ شِمتَ بَارِقَهُ
- وَالمَوْتُ يُهْطِلُهُ وَيُودِقُهُ
- وَالسّيفُ قَائِمُهُ يُفَارِقُهُ
- والرمح عامله يطلقه
- والشمس تجري وهي مهملة
- في ثَوْبِ نَقْعٍ لا تُخَرّقُهُ
- وَالخَيلُ تَطبَعُ في حَوَافِرِهَا
- وَشْماً تُداوِلُهُ، وَتُخْلِقُهُ
- من كل ذيال السبيب رمى
- بيديه أولى النقع أولقه
- أشليت عزمك في كتائبه
- والسهم يشليه مفوقه
- فاسلَمْ عَلى الأيّامِ تَلبَسُها
- فالدّهْرُ ثَوْبٌ أنتَ مُخلِقُهُ
المزيد...
العصور الأدبيه