الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> تَزَوّدْ مِنَ المَاءِ النُّقاخِ، فلَنْ ترَى >>
قصائدالشريف الرضي
تَزَوّدْ مِنَ المَاءِ النُّقاخِ، فلَنْ ترَى
الشريف الرضي
- تَزَوّدْ مِنَ المَاءِ النُّقاخِ، فلَنْ ترَى
- بِوَادِي الغَضَا مَاءً نُقَاخاً وَلا بَرْدَا
- وَنَلْ من نَسيمِ الرَّندِ وَالبَانِ نَفحَة ً
- فهَيهاتَ وَادٍ يُنبِتُ البَانَ وَالرَّنْدَا
- وعج بالحمى عينا فلست برامق
- طوال الليالي ذلك العلم الفردا
- وكر الى نجد بطرفك انه
- متى يَعْدُ لا يَنظُرْ عَقيقاً وَلا نَجْدَا
- تَلَفّتَ دُونَ الرّكْبِ وَالعَينُ غَمْرَة ٌ
- وَقَدْ مَدّها سَيلُ الدّمُوعِ بما مَدّا
- لَعَلّي أرَى داراً بِأسْنِمَة ِ النّقَا
- فَأطْرَبُنَا للدّارِ أقْرَبُنَا عَهْدَا
- تلاعب بي بين المعالم لوعة
- فتذهب بي يأساً وترجع بي وجدا
- مَنازِلُ نَاشَدْتُ السّحَابَ فَما قضَى
- فريضتها عني السحاب ولا ادى
- وَهَلْ بَالغٌ مَا يَبْلُغُ الدّمعُ عِندَهَا
- حقائب غيث تحمل البرق والرعدا
- أمنكِ الخَيالُ الطّارِقي بَعدَ هَجعَة ٍ
- يُعاطي جَوَى الظّمآنِ مُبتَسماً بَرْدَا
- دنا من اعالي الرقمتين وما دنا
- وَصَدّ وَقَدْ وَلّى الظّلامُ، وَما صَدّا
- وَمِنْ عَجَبٍ رَيّي وَما نَقَعَ الصّدَى
- وعدى له منا علي وما اعتدا
- أسَاءَ لَيَالي الفُرْبِ نَأياً وَهِجْرَة ً
- واسدى على بعد من الدار ما اسدى
- أفي كُلّ يوْمٍ للمَطامِعِ جَاذِبٌ
- يُجَشْمُني ما يُعجِزُ الأسدَ الوَرْدَا
- كاني اذا جادلت دون مطالبي
- أُجَادِلُ لِلأيّامِ ألْسِنَة ً لُدّا
- احل عقود النائبات وانثنى
- وَخَلفي يَدٌ للدّهْرِ تُحكِمُها عَقدَا
- إذا مَا نَفَذْتُ السّدّ مِنْ كلّ حادثٍ
- رَأيتُ أمامي دُونَ مَا أبْتَغي سَدّا
- أأتْرُكُ أمْلاكاً رِزَاناً حُلُومُهُمْ
- حُلُولاً عَلى الزّوْرَاءِ أيمانُهُمْ تَنْدَى
- كانك تلقى منهم آجمية
- مُؤلَّلَة َ الأنْيَابِ أوْ قُلَلاً صَلْدَا
- وَلا يَأنَفُ الجَبّارُ أنْ يَعتَفِيهِمُ
- وَلا الحُرُّ يأبَى أن يكُونَ لهم عَبدَا
- إذا مَا عَدِمْنَا الجُودَ مِنهُمْ لعِلّة ٍ
- فلَنْ نَعدَمَ العَلياءَ منهمْ وَلا المَجدَا
- وان كريم القوم من خدم العلا
- وان لئيم القوم من خدم الرفدا
- إذا مَا طَرَقْتَ المَرْءَ منهُمْ وَجَدْتَهُ
- على النار لا كابي الزناد ولا وغدا
- لهم كل موقوذ من التاج راسه
- غنى بالعلا ان ينسب الاب والجدا
- نحاسن اقمار الدجى بوجوههم
- فَنَبْهَرُهَا نَوراً وَنَغْلِبُهَا سَعدَا
- تخالهم غيدا اذا بذلوا الندى
- وَتحسَبُهمْ جِنّاً، إذا ركبوا الجُرْدَا
- إذا طَرِبُوا للجُودِ أمطَرْتَهُمْ حَياً
- وان غضبوا للمجد هيجتهم اسدا
- وَأنْقُلُ بَيْتي في البِلادِ مُجَاوِراً
- بيوت المخازي قد ضللت اذا جدا
- خياما قصيرات العماد تخالها
- كِلاباً على الأذنَابِ مُقعِيَة ً رُبْدَا
- إذا عَزّ مَاءٌ بَينَهُمْ وَرَدُوا القَذَى
- وَإنْ قَلّ زَادٌ عندَهمْ مَضَغوا القِدّا
- تَرَى الوَفْدَ عَن أعطانِهِمْ وَقِبَابهِمْ
- من اللوم انأى من نهامهم طردا
- أأتْرُكُ أمْطَاءَ السّوَابِقِ ضِلّة ً
- وَأستَحمِلُ الحَاجَاتِ أحمِرَة ً قُفدَا
- لرَأيٍ لَعَمرِي غَيرِ دانٍ مِنَ النُّهَى
- ولا واسط في الحزم قبلاً ولا بعدا
- فَلا طَرَبٌ أنْ زِدْتُ قُرْباً إلَيْهِمُ
- ولا اسف ان زاد ما بيننا بعدا
- كَعَمتُ لساني أنْ يَقولَ، وَإنْ يَقُلْ
- فقل في الجراز العضب ان فارق الغمدا
- وَإنّ بُرُوداً للمَخَازِي مُعَدّة ٌ
- فمن شاء في ذا الحي اسحبته بردا
- قلائد في الاعناق بالعار لا تهي
- عَلى مَرّ أيّامِ الزّمَانِ، وَلا تَصْدَا
- اذا صلصلت بين القنا قضت القنا
- وان زفرت بالسرد قطعت السردا
- لها بين اعراض الرجال قعاقع
- مَدارِجُها أسعَى من الغُرُّ أوْ أعدَى
- أآلَ بُوْيْهٍ ما نَرَى النّاسَ غَيرَكمْ
- ولا نشتكي للخلق اولاكم فقدا
- نرى منعكم جودا ومطلكم جدا
- وَإذْلالَكُمْ عِزّاً وَإمرَارَكم شَهدَا
- وَعَيشَ اللّيالي عِندَ غَيرِكُمُ رَدًى
- وَبَرْدَ الأمَاني عِندَ غَيرِكمُ وَقْدَا
- اذا لم تكونوا نازلي الارض لم نجد
- بها الوَادِيَ المَمطورَ وَالكَلأ الجَعْدَا
- وينبط محفاري بارضكم الغنى
- إذا ما نَبا عن جانبِ اللّؤمِ أوْ أكدَى
- وَكنتُ أرَى أنّي متى شِئتُ دونَكُمْ
- وَجَدْتُ مَجازاً للمَطالِبِ أوْ مَعدَى
- فلم ار لي من مطلع عن بلادكم
- ولا من مراح للاماني ولا مغدا
- خُذُوا بزِمَامي قَدْ رَجَعْتُ إليكُمُ
- رجوع نزيل لا يرى منكم بدا
- أُرِيدُ ذَهَاباً عَنكُمُ، فَيَرُدّني
- إلَيكُمْ تجارِيبُ الرّجَالِ، وَلا حَمدَا
المزيد...
العصور الأدبيه