الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف الرضي >> أيَا لِلَّهِ! أيُّ هَوًى أضَاءَ >>
قصائدالشريف الرضي
أيَا لِلَّهِ! أيُّ هَوًى أضَاءَ
الشريف الرضي
- أيَا لِلَّهِ! أيُّ هَوًى أضَاءَ
- بريق بالطويلع اذ ترائى
- ألَمّ بِنَا كَنَبضِ العِرْقِ وَهناً
- فَلَمّا جَازَنَا مَلأَ السّمَاءَ
- كأن وميضه ايدي قيون
- تُعِيدُ عَلى قَواضِبِهَا جلاءَ
- طربت إليه حتى قال صحبي
- لأمرٍ هَاجَ مِنكَ البَرْقُ داءَ
- وَلمْ يَكُ قَبلَها يَقتَادُ طَرْفي
- وَلا يَمضِي بلُبّي حَيْثُ شَاءَ
- خليلي اطلقا رسني فاني
- اشدكما على عزم مضاء
- أبَتْ لي صَبْوَتي إلاّ التِفَاتاً
- إلى الدّمَنِ البَوَائِدِ وانثِنَاءَ
- فان تريا إذا ما سرت شخصي
- امامكما فلي قلب وراء
- وَرُبّتَ سَاعَة ٍ حَبّسْتُ فيهَا
- مطايا القوم امنعها النجاء
- على طلل كتوشيع اليماني
- امح فخاً لط البيد القواء
- قفاز لا تهاج الطير فيها
- وَلا غَادٍ يَرُوعُ بِهَا الظّبَاءَ
- فَيا لي مِنْهُ يُصْبيني أنِيقاً
- بسَاكِنِهِ، وَيُبكِيني خَلاءَ
- انادي الركب دونكم ثراه
- لعل به لذي داء دواء
- تَسَاقَيْنَا التذَكّرَ، فَانثَنَينَا
- كَأنّا قَدْ تَساقَيْنَا الطّلاءَ
- وَعُجنَا العِيسَ تُوسِعُنا حَنِيناً
- تُغَنّينَا، وَنُوسِعُها بُكَاءَ
- الى كم ذا التردد في التصابي
- وفجر الشيب عندي قد اضاءَ
- فَيا مُبدي العُيُوبِ سَقَى سَواداً
- يكون على مقابحها غطاءَ
- شبابي ان تكن احسنت يوما
- فقد ظلم المشيب وقد اساءَ
- وَيا مُعطي النّعيمِ بِلا حِسابٍ
- أتَاني مَنْ يُقَتّرُ لي العَطَاءَ
- متاعٌ اسلفتناه الليالي
- وَأعجَلَنا، فأسْرَعْنا الأدَاءَ
- تسخطنا القضاءَ ولو عقلنا
- فَما يُغني تَسَخُّطُنا القَضاءَ
- سامضي للتي لا عيب فيها
- وان لم استفد الا عناءَ
- واطلب غاية ان طوحت بي
- اصابت بي الحمام أو العلاءَ
- انا ابن السابقين الى المعالي
- اذا الامد البعيد ثنى البطاءَ
- اذا ركبوا تضايقت الفيافي
- وعطل بعض جمعهم الفضاءَ
- نماني من أبات الضيم نام
- افاض علي تلك الكبرياءَ
- شَأوْنَا النّاسَ أخلاقاً لِداناً
- وايمانا رطابا واعتلاءَ
- ونحن النازلون بكل ثغر
- نريق على جوانبه الدماءَ
- ونحن الخائضون بكل هول
- اذا دب الجبان به الضراءَ
- ونحن اللابسون لكل مجد
- اذا شئنا ادراعا وارتداءَ
- أقَمنَا بالتّجارِبِ كُلَّ أمْرٍ
- أبَى إلاّ اعوِجَاجاً والتِواءَ
- نَجُرّ إلى العُداة ِ سُلافَ جَيشٍ
- كعَرْضِ اللّيلِ يَتّبِعُ اللّوَاءَ
- نُطيلُ بهِ صَدى الجُرْدِ المَذاكي
- إلى أنْ نُورِدَ الأسَلَ الظِّمَاءَ
- إذا عَجْمُ العِدا أدْمَى وأصْمَى
- وَطَيّرَ عَن قَضيبِهِمُ اللّحَاءَ
- عجاج ترجع الارواح عنه
- فَلا هُوجاً يُجِيزُ وَلا رُخَاءَ
- شواهق من جبال النقع ترمي
- بها ابدا غدوا أو مساءَ
- وغرٍ آكل بالغيب لحمي
- وان لاكله داءً عياءَ
- يسيء القول اما غبت عنه
- ويحسن لي التجمل واللقاءَ
- عَبَأتُ لَهُ وَسَوْفَ يَعُبّ فيها
- مِنَ الضّرّاءِ آنِيَة ً مِلاءَ
- وَمنّا كلُّ أغلَبَ مُستَحِينٌ
- إنَ أنتَ لَدَدْتَهُ بالذّلّ قَاءَ
- إذا مَا ضِيمَ نَمّرَ صَفْحَتَيْهِ
- وقام على براثنه اباءَ
- وَإنْ نُودي بهِ، وَالحِلمُ يَهفُو
- صَغَا كرماً إلى الدّاعي، وفَاءَ
- وَنَأبَى أنْ يَنالَ النّصْفَ مِنّا
- وَأنْ نُعطي مُقارِعَنَا السّوَاءَ
- وَلَوْ كانَ العِداءُ يَسُوغُ فِينَا
- لما سمنا الورى الا العداءَ
المزيد...
العصور الأدبيه