الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشاب الظريف >> تداركه قبل البين فاليوم عهدُهُ >>
قصائدالشاب الظريف
تداركه قبل البين فاليوم عهدُهُ
الشاب الظريف
- تداركه قبل البين فاليوم عهدُهُ
- وجُدْ مَعَهُ بالدَّمْعِ فالدَّمعُ جُهدُهُ
- له كلَّ يومٍ في الوداع مواقفٌ
- يذوبُ لَهَا رخْوُ الجمادِ وصلدُهُ
- خليلي من بان المصلى ورنده
- سُقي بالحيا بانُ المُصَلَّى وَرَنْدُهُ
- علام رَمَتْ قلبي هُناك ظِباؤهُ
- وقد كُنْتُ قدماَ تتّقيني أُسدُهُ
- بُلِيتُ بحظٍّ كُلَّما رُمْتُ مَقْصِداً
- يساق من جانب الدَّهر ضدُّهُ
- أَجِيرَانَنا إنَّا وإنْ بَرَّح الهَوَى
- وعزَّ علينا بعدُ من طال بعدُهُ
- لنأسو جراحاتِ الهوى بتعلُّلٍ
- يُشَارُ بِأَطْرَافِ الأَمَانِي شُهْدُهُ
- يَلذّ بِكُمْ سَهْلُ الغَرَامِ وَصَعْبُهُ
- وَيَحْلو بِكُمْ هَزْلُ العِتَابِ وَجِدُّهُ
- تعالوا تعيدُ الوصلَ نحنُ وأنتمُ
- فلا رأي مِنَّا عِنْدَ من دامَ صَدُّهُ
- ولا تفتحُوا للعتب بابً فرُبَّما
- يعزُّعليكم بعد ذلك سَدُّهُ
- وَمُنْتَقِمٍ منِّي وَذَنْبِي عِنْدَهُ
- مَقَالِي: وهَذا الحُرُّ قلبيَ عَبْدُهُ
- ولو كان لي عقلٌ كتمت فإنَّمَا
- بِلُبِّ الفَتَى يُدْرَى وَيُدْرَكُ رُشْدُهُ
- سَكِرْتُ بِأَقْدَاحٍ وَعَيْناهُ خَمْرُها
- وهمتُ ببستانٍ وخدَّاهُ وَرْدُهُ
- رَعَى الله لَيْلاً زَارني فيهِ والدُّجَى
- يكتِّمه لولا تضوُّعُ ندُّهُ
- وَقَدْ نَظَمْتُ صَدْرِي عِناقاً وَصَدْرَهُ
- عُقُودَ الرِّضَا حَتَّى تَنَاثَر عِقْدُهُ
- فَقَابَلْتُ وَجْهاً مُجْتَلَى العَيْنِ بَدْرُهُ
- وَقَبَّلْتُ ثَغْراً مُشْتَهَى النَّفْسِ بَرْدُهُ
- ترقرق درُّ الدَّمعِ من متنِ لحظهِ
- فَحَقَّقتُ أَنّ السَّيْفَ فيهِ فَرْندُهُ
- فَما بَالُهُ مِنْ بَعْدِ عُرْفٍ تنكَّرتْ
- خَلاَئِقُهُ حَتَّى تَغَيَّرَ عَهدُهُ
- كَذَاكَ رأَيْتُ الدَّهْرَ إنْ يَصْفُ مَنْهلاً
- تَكَدَّرَ مِنْ حَوْضِ الحَوَادِثِ وِرْدهُ
- أَقولُ لقلبي والغرام يقوده
- وسيف التجنّي والتمنّي يقدُّه
- لك الله دع قول الأماني وخلّهِ
- فَمَا كُلُّ مَقْدُوحٍ يُرَى لَكَ زِنْدُه
- إذا لم تدم للرُّوحِ والجسمِ صُحْبة
- فأيُّ حبيبٍ دائمٌ لك وُدُّهُ
- سأسري وجنحُ اللَّيلِ يسطو ظلامُهُ
- وأَسْعَى وَقَلْبُ الشَّمْسِ يَلْفَحُ وَقْدُه
- أَعنِّي على نَيْلِ العُلَى إنَّني بِهَا
- أخو كَلَفٍ لا شيء عنها يصُدُّه
- أَرُومُ بِعَزْمِي فَوْقَ ما دُونَ نَيْلِهِ
- لِوَاءُ المَنَايَا خَافِقُ الظِّلِّ بَنْدُهُ
- وما شرفي إلا بنفسي وإن يكن
- لقومي فخارٌ طاول النَّجم مجدُهُ
- وَلَوْ كَانَ تَحْصِيلُ الفَخَارِ بِنِسْبَة ٍ
- تساوى إذاً حَدُّ الحُسام وغمدُهُ
- ولا ذنب لي إلاَّ الكمال على الصِّبا
- فَمَنْ لِي بِعَيْبٍ أَوْ بِشَيْبٍ يردُّه
المزيد...
العصور الأدبيه