الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> وَ هي الشُموسُ فإنْ رأينَ طَوالِعا >>
قصائدالسري الرفاء
وَ هي الشُموسُ فإنْ رأينَ طَوالِعا
السري الرفاء
- وَ هي الشُموسُ فإنْ رأينَ طَوالِعا
- يَضحكْنَ في الفَودَين عُدن أوافِلا
- وَ لَطَالَما عَقَلَ الشبابُ شَوارداً
- منهنَّ لي في ظلِّه وعَقائِلا
- يَمسحْنَ جَعدَ غَدائريو كأنَّما
- يَمسَحْنَ بالمِسكِ الذكيِّ سَلاسِلا
- بيني وبينَ الجاهلَينِ ضَغائنٌ
- خُزرُ النَّواظِرِ يقتضين طوائلا
- فَلَئِنْ عفوتَ لأُسْدِيَنَّ عَوارفاً ؛
- وَ لئِن سَطوتُ لأُسدِينَّ زَلازِلا
- صَهَلا بشِعري مُقرِفَينِ فكُذِّبا
- إنَّ المَقارِفَ لا يَكُنَّ صَواهِلا
- و تَناهبا منه دمي فرَجَعنَ دا
- مية َ النحورِ عواطلا
- في غارة ٍ لم تَسقِ ظَمآنَ الثَّرى
- عَلَقاً ولم تُغشِ السَماءَ قَساطِلا
- كانَت لأشرافِ الملوكِ حَلائِلاً
- فغدَت لأَنباطِ العِراقِ حَلائِلا
- الدّهرُ يعلَمُ أنني زاحمتُه
- بأشدَّ منه في الشّدائد كاهلا
- و هَزَزْتُ إبراهيمَ فيهو إنَّما
- أعملتُ فيه مُهَنَّداًأو عَامِلا
- و السيفُ ليسَ تَهُزُّه يدُ فارسِ
- إلا إذا كان الحُسامَ القاصِلا
- رَدَّ السماحَ أنيقة ً أيامُه
- حتَّى اشتبهنَ أَواخِراً وأَوائِلا
- و أَحلَّه الشرفُ الرفيعُ هِلالَه
- فغَدا وراحَ به هِلالاً مَاثِلا
- بحرٌ لَقِيتُ نَوالَهفتلاعَبتْ
- بيَ غَمرة ٌ لم أَلْقَ فيها سَاحِلا
- و فتى ًإذا هَزَّ اليَراعَ حَسِبْتَه
- لِمَضَاءِ عَومتِهيهزُّ مَناصِلا
- من كلِّ ضافي البُردِ ينطِقُ راكباً
- بلسانِ حامِلهو يَصمُتُ رَاجِلا
- و أَرى الدروعَ معاقلاً فإذا انتَقى
- آراءَه يوماًفلسنَ مَعاقِلا
- يرمي الخُطوبَ بصائباتِ عَزائمٍ
- أضحَت لها جُنَنُ الخطوبِ مَقاتِلا
- و لكم شجاعٍ في النوائبِ لم يكن
- لحمائلِ السيفِ المهنَّدِ حَامِلا
- فرَضَت عليه المكرُماتُ فَرائضاً
- للمَجدِ أدَّاهاو زادَ نَوافِلا
- لولاه طالَ على المدائحِ أن تَرى
- طَولاً تلوذُ بظِلِّهِ أو طائِلا
- فإذا لَقِيتَ أخا المكارِمِ قائلاً
- لم تَلقَ إبراهيمَ إلاّ فَاعِلا
- و إذا السحابُ رأَت أناملَ كَفِّهِ
- تَنهلٌّودَّت أن تكونَ أَنامِلا
- كم روضَة ٍ للمَجدِ زاهرة ِ الرُّبا
- ظَمِئَت إليك فكنتَ غَيثاً هَاطِلا
- لمّا تَبَسَّمَ في فَنائِك نَورُها
- أجريْتَ بالمعروفِ فيه جَداوِلا
- فاضَت عليَّ سِجالُ كفِّك بالنَّدى
- حتى ظَننتُك بالغَمامِ مُساجِلا
- فوَقفتُ نفسي عن سِواك ومَنطِقي ؛
- إن المَطَالِبَ يَختَلِفنَ مَنازِلا
- للّهِ أنتَ إذا بَرقْتَ لآملٍ
- و سَقَيتَ أخلافَ السَّحابة ِ آمِلا
- أخلَفتَ سَحبانَ الفَصاحة ِ وعدَه
- و غَدوتَ تُؤثِرُ بالعِناية ِ باقِلا
- حلَّيتَ بعضَ الناسِ من ألفاظِه
- حَلياً يروحُ به المُحلَّى عاطِلا
- وَحَرَمْتَهُ الراحَ التي رَوَّقْتَها
- وسقيتَه بالكُرهِ سُماً قاتِلا
- و الخَصمُ يعجَزُ عن جِدالِك هيبة ً
- حتى يَنوبَ الشعرُ عنه مُجادِلا
- فيكونَ طَوراً في مديحِك صادقاً
- و يكونَ طَوراً في عِتابِك عاذِلا
- و مِنَ العَجائِب أَن تَراه هَواجِراً
- و لقد بعثتُ به إليك أصائِلا
- لا تأنفَنَّ من العِتابِ وَ قَرصِه
- فالمِسكُ يُسحَقُ كي يَزيدَ فَضائِلا
- ما حُرِّقَ العُودُ الذي أَشبهتَه
- خطأًو لا عمَّ البَنَفسجُ باطِلا
- حاشاكَ أن يلقَى القريضُ سَمائماً
- و نَداك يَلقاه صَباً وشَمائِلا
- ما كنتَ إلا السَّمهريَّ هَزَزْتُه
- فوجدْتُه لَدنَ المهزَّة ِ ذَابِلا
- بغرائبٍ مثلِ السيوفِ إضاءة ً
- وجَدَت من الفِكَرِ الدِّقاقِ صياقِلا
- فلو استعارَ الشيبُ بعضَ جمالِها
- أضحَى إلى البِيضِ الحِسان وَسائِلا
- جَاءَتكَ بين رَصينة ٍ ودَقيقة ٍ
- تُهدي إليك مَطارفاً وغَلائلا
المزيد...
العصور الأدبيه