الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> هُمُ صَرَموا حبلَ الهَوى فَتصَرَّما ؛ >>
قصائدالسري الرفاء
هُمُ صَرَموا حبلَ الهَوى فَتصَرَّما ؛
السري الرفاء
- هُمُ صَرَموا حبلَ الهَوى فَتصَرَّما ؛
- و هُمْ أَمَرُوا الأَحشاءَ أن تتضرَّما
- تَنادَوا لتفريقِ الفريقِفأَصبَحَتْ
- مَدامِعُنا تَنْدَى لفُرقَتِهِم دَما
- سلامٌ على مَنْ سارَ قَلبُ مُحبِّه
- إليهفلم يَرْجعْ صَحيحاً مُسلَّما
- حَبيبٌ حَمانا الكاشحونَ عِناقَه
- عَشِيَّة َ راحَ الحَيُّ من أَبرُقِ الحِمى
- يَحُلُّ عُقودَ الدُّرِّ دمعاً ومَنْطِقاً
- و يَنظِمُها حَلْياً عليه ومَبْسِماً
- أماطَ عَنِ العَذْبِ اللِّثامِ لِثامَه
- فعادَ بديباجِ الحياءِ مُلَثَّما
- و كلَّمني جَفْناهُ بالدَّمعِ خِفْيَة ً
- فَهَمَّ غَليلُ الشَّوقِ أن يتكلَّما
- فِراقٌ شَرِبْنا الموتَ صِرْفاً بِكأسِهِ
- فيا طِيبَهُ لو كانَ صاباً وعَلْقماً
- وناعِمَة ٍ تُثْنى على حُسْنِ قدِّها
- إذا ما ثَنَّى نَعْمَة ً أو....
- دَعَتْني لِشُرْبِ الجاشريَّة ٍ بعدَما
- تَوَسَّدْتُ وَرْدَ الزّنْدِ رَوْداً مُهَوِّما
- فقلتُ أَدِيري حِلَّهاأو حَرامَها
- فليسَ الحَرامُ من يديكِ مُحرَّما
- شَرِبْنا على الإحْسانِ والحُسنِ ليلة ً
- رَأَيْنا بها الإِحسانَ والحُسنَ تَوأَما
- و رَطْبَ لآلي الحَلْيِ لمَّا تَبَسَّمَتْ
- إليه مَصابيحُ البُروقِ تَبسَّما
- تَضَوَّعَ تَحتَ القَطْرِحتى كأَنَّما
- غَدا القَطْرُ يَسقيهِ الرَّحيقَ المُقدَّما
- وَ دَيَّمَ صَوبُ المُزْنِ فيهكأنَّه
- نَوالُ أبي إسْحَاقَ صَابَ فدَيَّما
- أَغَرُّ يَراهُ النَّاسُ غُرَّة َ دَهْرِهِمْ
- إذا كان دَهْماءُ البَرِيَّة ِ أَدْهَما
- جَوادٌ لو استسقَيْتَ ماءَ شَبابِه
- لَحَنَّ به نَوْءٌ عليك وأَرْزَما
- إذا ما سَقَتْ يُمْنَاهُ رَيّاًو قُبِّلَتْ
- توَهَّمْتَ يُمناه الحطيمَ وزَمزَما
- يَصولُ به فردٌإذا ما تنكَّرَت
- صروفُ اللَّيالي كان جيشاً عَرَمْرَما
- إذا غَمَزَتْ آراؤُه البَغْيَ غَمْزَة ً
- تقوَّمَ فيها مَيْلُهُ وتحطَّما
- أَيَدْري الغَبيَّانِ اللّذانِ تَناهَبا
- مَحاسِنَ شِعْري أيَّ نَهْبٍ تَقَسَّما
- و أَيَّ عُقودٍ خُضْتُ سبعة َ أبحُرٍ
- لجَوْهَرِها المَنْثورِ حتى تَنَظَّما
- أَبيتُ له سِلْمَ السُّهادِإذا عَرا
- و حربَ الكَرى حتى يَصِحَّ ويَسلَما
- فيَصدُرُ عن رَاووقِ فِكْرٍكأنَّه
- يُرَوِّقُ جِريالاً من الخَمْرِ عَنْدَما
- فلمَّا غَدا عَضباً صقيلاً وذابِلاً
- خَطيراًو ملمومَ السَّراة ِ مُسوَّما
- و ثَقَّبَ للأَعناقِ دُرّاً مُفَصَّلاً
- و نَشَّرَ للأعطافِ وَشْياً مُسَهَّما
- تَهَضَّمَهُ ذِئْبانِ لم يَرَيا له
- أخا ثِقَة ٍ يَحميهِ أن يُتَهَضَّما
- مُغيرانِلو طافَا على حينِ غفلَة ٍ
- من الناسِبالبيتِ الحرامِ لأحرَما
- لقد قَصُرَتْ أيديهِما عن مَنالِه
- زَماناًو لكن صيَّرا البُهْتَ سُلَّما
- فلو ضَمَّهُ بينَ السِّماكَيْنِ مَعْقِلٌ
- و دافعَ عنه الحَينُ لم يَنْجُ مِنهُما
- و لو مَنَعَتْه أن يُضامَ جَهَنَّمٌ
- لَخاضا إليه مُقْدِمَيْنِ جهَنَّما
- لقد ظَلَما من كلِّ غَيداءِ حُرَّة ٍ
- كَلاماً لو اسطاعَ الكلامَ تَظَلَّما
- عَذارَى فمِن مشغوفَة ٍ بحَليلِها
- مُتَيَّمَة ٍ تَشتاقُ منه متيما
- و معصومَة ٍ إن عايَنَتْ عَيْنَ رِيبَة ٍ
- تُلاحِظُها غَطَّتْ بَناناً ومَعصِما
- إذا احتازها البَعلُ الجديدُ مُعَرِّساً
- أقامت على البَعلِ المُفارقِ مأتَما
- سُبينَفباشَرْنَ المَحارِمَ عَنوة ً
- و عَزَّ عليها أن تُباشِرَ مَحرَما
- و ما لَمَسَ المغرورُ شَوكَة َ عَقْرَبٍ
- و لكنه من غِرَّة ٍ فَرَّ أرقَما
- و أَخْلِقْ بِكَفٍّ لا تَكَفُّ بَنانُها
- عن الرَّقْشِ أن تَرفَضَّ لحماً وأعظُما
- يَمينُ الفَتى عُضوٌ عليه مُكَرَّمٌ
- فلا تَمتَهِنْ عُضواً عليك مُكَرَّما
- لعلَّ وَزيرَ المَلْكِ يَحكُمُ بَيْنَنا
- فيُصبحَ فينا مَجهلَ الأمرِ مَعلَما
- و إني لأرجو منه صُبحَ قَضِيَّة ٍ
- يُمَزِّقُ جِلباباً من الشَّكِّ مُظْلِما
- إذا ما بَلَوْتُ الصَّابِئينَ وجدتُهُم
- فَرِيقَيْنِصبّاً بالسَّماحِ ومُرغِما
- سَحائبُ مَعْروفٍ إذا المَحْلُ أقبلَت
- سُنُوهُ وأقمارٌ إذا الخَطْبُ أَظلَما
- و كتَّابُ مَلْكٍ لا تَطيشُ سِهامُهُم
- إذا فوَّقوا للحادثِ النُّكْرِ أسهُما
- دَعَوْتُ أبا إسْحاقَ للعَدْلِ مُنْصِفاً
- و رُبَّ فتى ً يَدعوه للبَذلِ مُنعِما
- و شيمَتُه أن يَسْتَهل لِظالمٍ
- إذا لاذَ مَظلومٌ به مُتَظَلِّما
المزيد...
العصور الأدبيه