الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> لنا من الدَّهرِ خَصْمٌ لا نُغالبُه >>
قصائدالسري الرفاء
لنا من الدَّهرِ خَصْمٌ لا نُغالبُه
السري الرفاء
- لنا من الدَّهرِ خَصْمٌ لا نُغالبُه
- فما على الدهرِ إنْ وَلَّتْ نوائبُه
- يرتدُّ عنه جريحاً من يُسَالِمُه
- فكيفَ يَسْلَمُ منه من يُحارِبُه
- و لو أَمِنْتُ الذي تَجني أراقمُه
- عليَّ هانَ الذي تَجني عقاربُه
- تَظلَّم الشِّعرُ من ليْثٍ يُساوِرُه
- إذا تبرَّجَأوصِلٍّ يُواثبُه
- و حُجِّبَت دون رائيها بدائِعُه ؛
- و قُيِّدَت دونَ مَسراها غرائبُه
- و كيفَ لا يتحامى سَفْرُها سَنناً
- أمسى به أَسَدٌ ضارٍ نوائبُه
- يا غَيْبَة َ الكَرَمِ المفقودِ غائبُه
- و خيْبة َ الأدَبِ المجفوِّ صاحبُه
- أَتُستباحُ على قَسْرٍ مَحارِمُه
- و تُستَرَقُّ على صُغْرٍ كواعبُه
- أَبَعْد ما انْهَدَّ عُمري في محاسنِه
- حتى وَهَى بحُلولِ الشَّيْبِ جائبُه
- و رَقرقَ الطبْعُ فيه ماءَ رَوْنَقِهِ
- فجاء كالوَشْيِ مصقولاً سَبائبُه
- و كانَ كالثَّمَرِ استقصَيْتُ غايتَه
- خُبْراً فما بيدي إلا أطايبُه
- ضَرْبٌ من السِّحْرِ أجْلوه على نَفَرٍ
- سِيَّانِ قائلُه فيهم وجالبُه
- تُضيءُ مثلَ سطورِ البرْقِ أسطُرُه
- كأنما ذَهَبُ القُرطاسِ كاتبُه
- تدنَّسَتْ بيديْ غَيري مَطارفُه
- و سُوِّدَتْ بسِوى قَوْمي مَناسبُه
- وَشْيٌإذا نَمنَمَتْ منه خواطِرُنا
- بُرْداًفلا بُدَّ من كَفٍّ تُجاذِبُه
- نَهْبٌفلو حضَرَتْه النارُ مُضْرَمة ً
- جرى إليه يخوضُ النارَ ناهبُه
- بل لو تعلَّقَ بالجَوزاءِ هاربُه
- ما فاتَ خَطْفَ أبي عثمانَ هارِبُه
- سَبَىو أبقَتْ بَوادي سَبْيهِ لُمَحاً
- معشوقة ً إنْ عفَتْ عنها عَواقبُه
- إذا الكميُّ تَحامَى بعضَ ما ملَكَتْ
- رِماحُه من خطيرٍفهو واهبُه
- له على سَرْجِ شِعْري غارة ٌ أبداً
- يرتاعُ معقولُه منها وساربُه
- فلا السِّنانُ لها دامٍو قد برقَتْ
- فتْكاًو لا السَّيفُ مخضوباً مضاربُه
- إذا تخطَّفَ من أولادِنا ولداً
- قامتْ بمِثْلِ قوافيه نوادبُه
- إليكُمُ عن شِهابٍ طارَ طائِرُهُ
- قِدْماً يُعَرِّي أديمَ الجوِّ ثاقبُه
- فنَكِّبُوا عن طريقِ السَّيْلِ تمتنعُوا
- من قبلِ أن تَتَهاداكُم غَوارِبُه
- فلسْتُ أُهدي إلى قومٍ سَمائِحَه
- من بعدِ ما قُسِّمَت فيهم جنائبُه
- و لا تَمُدُّوا إلى العيُّوقِ أيديَكم
- جَهْلاًفلن يُدرِكَ العيُّوقَ طالبُه
- هل للغَنِيَّيْنِ عُذْرٌ في اغتصابِهِما
- حَلْياًيَبوءُ بأَوْفى اللَّعنِ غاصِبُه
- قلْ للوزير تحرَّجْ إنه سَلَبٌ
- غَشْماً تعدَّى على المسلوبِ سالبُه
- لا يُبعدِ اللّهُ دُرّاً حلَّياكَ به
- فكَمْ فتى ً عُطِّلَتْ منه تَرائِبُه
- و مرْكبَاً يتحرَّى الصِّدقَ مادِحُه
- حُسْناًكما يتحرَّى الإفْكَ عائبُه
- مُدّفَّعاً بأكُفِّ الظُّلمِ رائضُهُ
- مُنكَّباً برماحِ الجُودِ راكبُه
- أضحى ابنُ فهْدٍ حَرِيباً من مَحاسنِه
- من بعدِ ما بُذِلَتْ فيها حَرائبُه
- و أنتَ لا شكَّ من أفوافِ يُمنَتِه
- عارٍكما عُرِّيَت منها مناكبُه
- و كيفَ تسحَبُ وَشْياً قد تداولَه
- قومٌ سِواك فقد رَثَّت مساحبُه
- تبرَّجَتْ فيهمُ قِدْماً عرايسُه
- و أشرقَتْ فيهمُ دهراً كواكبُه
- لا يُعجِبَنَّكَ دينارُ المديحِو لم
- يَضْرِبْهُ باسمِكَ دونَ الناسِ ضارِبُه
- فخيرُ صَيدِكَ ما حلَّت مَصايِدُه ؛
- و خيرُ مالِكَ ما طابَتْ مَكاسِبُه
- و إن أَصَخْتَ لتَغريدِ المديحِفقد
- وافَى مُغَرِّدُهُو انحطَّ ناعبُه
المزيد...
العصور الأدبيه