الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> قُصاراكَ أن تَلقَى الزَّمانَ مُسلِّما >>
قصائدالسري الرفاء
قُصاراكَ أن تَلقَى الزَّمانَ مُسلِّما
السري الرفاء
- قُصاراكَ أن تَلقَى الزَّمانَ مُسلِّما
- فليسَ يَعافُ الظُّلم أن يتَظَلَّما
- تَغَيَّبَ عنّاو انتَحَتنا سِهامُه
- و يُعجِزُنا الرامي المُغيَّبُ إن رَمى
- و لو أنَّه شَخصٌ تَحطَّمَ بينَنا
- قنا الخطِّأو شِيمَ الحديدُ مُثلَّما
- غَرِيتُ بذَمِّ الحادثاتِ لأنَّني
- أرى فِعلَها في المكرُماتِ مُذَمَّما
- أَزَلنَ جِبالَ الأَزدِ عن مُستقرِّها
- و فرَّقْنَها في الأرضِ فَذّاً وتَوأَما
- و قد زَعْزَعَت منهم ثَبِيراً وقلَّعَت
- شُماماً وهزَّت يَذبُلاً وَ يَرَمرَمَا
- بُدورٌ تَجلَّت للعِراقِفأشرَقَت
- و أوحشَ نادي الحُصنِ منها فأظلَما
- تَناءَوا ولمَّا ينصرِمْ حبلُ عِزِّهم
- و حاشا لذاكَ الحبلِ أن يَتَصرَّما
- فشرَّقَ منهم سيِّدٌ ذو حَفيظة ٍ
- و غرَّبَ منهم سيدٌ فَتشأّما
- كأنَّ نواحي الجوِّ تَنثُرُ مِنهمُ
- على كلِّ فجٍّ قاتمِ اللونِأَنْجُما
- فإن يُصبِحُوا شَتَّى المواطنِ للنَّوى
- فقد صَبَّحوا العلياءَ عِقداً مُنظَّماً
- تولَّى ابنُ فَهدٍو الرجاءُ يَؤُمُّه
- و يَسري إلى أوطانِه حيثُ يَمَّما
- و صاحبتُ ضَيفَ الهمِّ بعدَ فِراقِه
- و ما كنتُ ألقَى الهمَّ إلاّ تَوهُّما
- أكذِّبُ أنَّ النَّأيَ حَتفُ مُتَيَّمٍ
- فألفيتهُ حَتفاًو لستُ مُتَيَّمَا
- و أُكبِرُ أن يُبكى على صاحبٍ دَماً
- إلى أن بكَت عيني لِفُرقتِه دَما
- ألا يا ابنَ فهدٍ أصبحَ العُرفُ مَجهلاً
- ببابِك مجهولاًو قد كان مَعلَما
- فكُن في جوارِ اللّه إن سِرتَ آلِفاً
- ظُهورَ المَهارى أو حَلَلتَ مُخَيَّما
- فقد نَضَبَت غُدْرُ االكَلامِ وأصبحَت
- كِعابُ القَوافي الغُرِّ بعدَك أَيِّما
- و ما زلتَ في اللأْواءِ غَيثاً وفي الدُّجَى
- شِهاباً وفي الأحداثِ جيشاً عَرمرَما
- نَراكَإذا كان النَّدى في قَلِيبِه
- رشاءٌ فإن يَعلُ اتَّخذناك سُلَّماً
- شكيتُ إلى جَورِ الخُطوبِ وظُلمِها
- كأنيو لم أسفَهسفيهٌ تَحلَّما
- و قد كنتُ أُدعَى شاعراً بك مُفلِقاً
- فعُدتُ عَقيمَ الفِكرِ بعدَك مُفحَما
- أَمرُّ بأفقِ اليدرِو هو مُغَيَّبٌ
- أسائِلُ عنه كاسفَ البالِ أقتَما
- كأنِّيَ لم أَشجُ العدوَّ بقُربِه
- و لم أَغشَه قبلَ الصَّديقِ مُسلِّما
- و لم يَكسُني وشيَ الثَّراءِ مُفوَّفاً
- و لم أَكسُه وَشْيَ القريضِ مُنَمنَما
- و لم آخُذِ الكأسَ الرويَّة َ من يدٍ
- أناملُها تَنهلُّ بُؤسًى وأَنعُمَا
- فليسَ ينامُ الدهرُ حتَّى أروعَه
- بهبَّة ِ ثُعبانٍ إذا هَمَّ صمَّما
- دَهتني الليالي بعدَهو لربَّما
- بَعثتُ عليها مِنه دَهياءَ صَيْلَما
- فهل أَرَينَّ الدهرَ عنِّي مُنكِّباً
- بأَوبتِه من بعدِ ما كرَّ مُقدِما
- فهل لبني فَهدِ بنِ أَحْمَدَ عَوْدَة ٌ
- يَعُودُ بها شَملُ السماحِ مُلأَّما
- مُلُوكُهُمُ حَلْيُ المدائحِ ما اكتسوا
- حَلاها وثغرُ المجدِ إمَّا تبسَّما
- تلفتُّ في أوطانِهم فتكلمتْ
- دموعي وهمَّ الشَّوقُأن يتكلَّما
- فمِن ناشدٍ للمكرُماتِ ومُنشِدٍ
- عسَى وطنٌ يدنو بهم ولَعلَّما
- و قد كان يستحبي الزمانُ خِلالها
- حَياً منهمُ غَمراً ويَفرَقُ ضَيغما
- فشَنَّ عليهمو هو سَكرانُ خَيلَه
- و لو قد صحَا من سُكره لتندَّما
المزيد...
العصور الأدبيه