الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> قد أمكنَ الطالبَ مطلوبُ >>
قصائدالسري الرفاء
- قد أمكنَ الطالبَ مطلوبُ
- و أسعَدَ الغُرُّ المناجيبُ
- و الغَيثُ قد بانَ له عارضٌ
- على بِساطِ الرَّوضِ مَسكوبُ
- و الفجرُ كالراهبِ قد مُزِّقَتْ
- من طَرَبٍ عنه الجلابيبُ
- فقُمْ بنا نَنعَمُ في مَنزلٍ
- نعيمُه الدائمُ محبوبُ
- و نشتري منه رخيصاً به
- كأنه للرُّخصِ موهوبُ
- بيتٌ بَنَتْهُ حُكماءُ الوَرى
- فهو إلى الحكمَة ِ مَنسوبُ
- مُجاورُ النَّارِ ولكنَّه
- يُجاورُ الروحَبه الطِّيبُ
- حَرٌّ هو الظِّلُّ لأجسادِنا
- و الحَرُّ للأجسامِ تعذيبُ
- طابَ فلو رَدَّ شبابَ امرءٍ
- لارتدَّ شُبّاناً به الشِّيبُ
- كأنهإذ ضَحِكَتْ جُدْرُهُ
- من خالصِ الفِضَّة ِ مَصبوبُ
- كأَنَّ ما قُبِّبَ من سَقفهِ
- قِحْفٌ من البَلُّورِ مكْبوبُ
- كم سالبٍ بِزَّة َ أعدائِه
- أطرقَ فيهو هو مَسلوبُ
- فربَّ شَيْءٍ فيه أبصرْتَه
- لولاه أضحى وهو مَحجوبُ
- يخلو وفيه من صُنوفِ الوَغى
- للصَّيدِ والقَصْفِ أعاجيبُ
- تعترضُ الخيلُ على جُدره
- قُبْلاً فًمجنوبٌ ومَركوبُ
- و تلتقي بالبِيضِ فرسانُه
- فضاربٌ منهم ومضروبُ
- مَنظرُ حربٍ ما لها مَخْبَرٌ
- سلاحُها بالدَّمِ مَخضوبُ
- لا يَرتجي العزَّ بها غالبٌ
- و لا يخافُ الذُّلَّ مغلوبُ
- و تطرُدُ الوحشَ بها أكلبٌ
- دامية ٌ منها المَخاليبُ
- فَلَبَّة ٌ بالنَّابِ مَلبوبة ٌ
- و مَنكِبٌ بالظِّفْرِ منكوبُ
- و يَشرَبُ الرّاحَ به شاربٌ
- مُرتَفِقٌ بالتاجِ مَعْصوبُ
- عِيانُه يُنْبِيكَ عن نعمة ٍ
- وَ هْوَ بما عاينْتَ مَكذوبُ
- حتى إذا نِلْتَ به لَذَّة ً
- ليسَ على مَن نالَها حُوبُ
- مِلْنا إلى شُربٍ حلالٍ لنا
- إن الحلالَ الطِّلْقَ مَشروبُ
- راحَ يُحيِّيكَ بها شادنٌ
- زَيَّنَه ظَرْفٌ وتأديبُ
- فالمسكُ مهجورٌإذا صُفِّقَتْ
- في الكاسو الكافورُ مَسبوبُ
- و ليسَ يكبو الهمُّ إلا إذا
- أُعمِلَ فيه الكاسُ والكُوبُ
المزيد...
العصور الأدبيه