الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> صَبابة ٌ مِنك في تَماديها >>
قصائدالسري الرفاء
صَبابة ٌ مِنك في تَماديها
السري الرفاء
- صَبابة ٌ مِنك في تَماديها
- و لوعة ٌ خَطَراتُ الشَّوقِ تُبدِيها
- فالوجدُ يُظهِرُها إن رُحتُ أُكْمِنُها
- و الدمعُ يَنْشُرُها إن بِتُّ أَطوِيها
- كم في الظَّعائنِ من رِيمٍ لواحظُه
- تُميتُ أنفاسَهاطَوراً وتُحيِيها
- و عَبرة ٌ في احمرارِ الخدِّ حائرة ٌ
- كأنما مَرَحُ الصَّهباءِ جَارِيها
- هي الظِّباءُ فإن رِيعَت بِوَشْكِ نَوَى ً
- رعَى القلوبَ بألحاظٍ تَوالِيها
- أَغرَى بيَ الوجدَ منهنَّ القُدودُفإنْ
- رُمتُ السُّلوَّ ثَنَى قلبي تَثَنِّيها
- لا أزجُرُ الدَّمعَ إن هَمَّت سَواكبُه
- و النفسُ قد بَعُدَت منها أمانِيها
- سقاكَ بالمَوْصِلِ الزَّهراءِ مِن بلَدٍ
- جَوْدٌ مِن الغَيثِ يحكي جُودَ أَهلِيها
- أَأَندُبُ العَيشَ فيها أم أنوحُ على
- أيامِها أم أُعزَّى عن لَيالِيها
- أرضٌ يَحِنُّ إليها مَن يُفارِقُها
- و يَحمَدُ العيشَ فيها من يُدانِيها
- مَيْساءُ طَيِّبَة ُ الأنفاسِ ضاحكة ٌ
- تكادُ تهتزُّ عُجْباً من نَواحِيها
- تَشُقُّ دِجلة ُ أَنوارَ الرِّياضِ بها
- مثلَ الصَّفيحة ِ مَصقولاً حَواشِيها
- لا أَملِكُ الصَّبرَ عنها إن نَأَيتُ ولَو
- عُوِّضتُ من ظِلِّها الدُنيا بِما فِيها
- مَحَلُّ قَومٍ ينوبُالدَّهرَجُودُهُمُ
- عَنِ السَّحائبِ إن ضَنَّت هَوامِيها
- و دَوحة ٌ بفروعِ الأزدِ باسقة ٌ
- يَفنَى الزمانُو لا تَفنَى مَساعِيها
- ما نابتِ المجدَ والعلياءَ نائبة ٌ
- إلاّ وَ جُودُ بني فَهدٍ تُحلِّيها
- إنَّ المكارمَ أخلاقٌ تَسَرْبَلَها
- أبو الفوارسِ فاختَالَتْ به تِيها
- مَواهبٌ كُلَّما راحَت رَوائحُها
- من راحَتَيه غَدَت تَهمي غَوادِيها
- و هِمَّة ٌ لاتزالُ الدَّهرَجارية ً
- معَ الكواكبِ في أَعلى مَجارِيها
- و عَزمة ٌ يَنطوِي اللَّيلُ البَهيمُ بها
- كأنَّما الصُّبح جُزْءٌ من تَلالِيها
- عَمَّت فَواضلُه الدُنيافَهِمَّتُه
- إسعافُ طالبِهاأو فَكٌّ عَانِيها
- يَحوِي المُنى قبلَ بَذْلِ الوجهِ آمِلُه
- إذا الملوكُ انثنَى باليأسِ رَاجِيها
- أبا الفوارسِكم أوليتَ من نِعَمٍ
- سِيَّانِ في الجُودِ دَانيها وقَاصيها
- وكم تَسَربلتَ مِن سِربالِ مَكرُمة ٍ
- جَلَّت ولكنَها دَقَّت مَعانِيها
- شمائلٌ مِنك يُخجِلْنَ الرِّياضِإذا
- تَبسَّمَ النَّوْرُ غَضّاً في مَغانِيها
- كأنما الغَيثُ خُلقٌ مِن خَلائِقها
- أو المنِيَّة ُ إِسمٌ من أسامِيها
- لأَصفحَنَّ عن الأيَّامِ إذ صفَحَتْ
- عنِّي بأفعالِك الحُسنى مَساوِيها
- يا آلَ فهدٍ أقامَت في ديارِكُمُ
- نُعمى يُواصِلُ صَفوَ العَيشِ صَافِيها
- فإنَّ بأسَكُمُ أَمنٌ لِخائِفها
- كما نَوالُكُمُ رَيٌّ لصَادِيها
- إنَّ المكارِمَ أعطَتكم أَزِمَّتَها
- فليسَ غيرُكُمُ في الناسِ يَحوِيها
المزيد...
العصور الأدبيه