الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> شَعَفُ الحبائلِ من رُبى ً ومَلاعِبِ >>
قصائدالسري الرفاء
شَعَفُ الحبائلِ من رُبى ً ومَلاعِبِ
السري الرفاء
- شَعَفُ الحبائلِ من رُبى ً ومَلاعِبِ
- لم تخلُ من شَغَفِ ودمعٍ ساكبِ
- أَوْحَشْنَ إلا من وُقوفِ متيَّمٍ
- وعَطِلْنَ إلا من حُليِّ سَحائبِ
- ولقد صَحِبْتُ العَيشَ مَرْضِيَّ الهَوى
- في ظِلِّها الأوفَى خليعَ الصَّاحبِ
- أيامَ لا حُكمُ الفِراقِ بجائِرٍ
- فيها ولا سَهمُ الزَّمانِ بصائبِ
- ولربَّما حالَت شَوازبُ أُسْدِها
- بين المُحِبِّ وبين سِرْبِ ربائبِ
- وتتبَّعَتْهُ ظِباؤُها بقَواضِبٍ
- من لَحْظِها وحُماتُها بقواضب
- إذ حيُّها حَيُّ السُّرورِ وظِلُّها
- رَحْبُ الجِنابِ بِهِمْعَزيزُ الجانِبِ
- خَفَقانُ ألويَة ٍ وغُرُّ صواهلٍ
- وبُدورُ أندية ٍ وجَرْسُ كَتائبِ
- وغرائبٌ في الحُسْنِ إلا أنها
- تَرمي القلوبَ من الجَوى بغَرائبِ
- أَنْهَبْنَنا وردَ الخُدودِ وإنَّما
- أنْهَبْنَ ذاكَ الوردَ لُبَّ النَّاهِبِ
- إنْ كُنتِ عاتبة ً عليَّفما الرِّضا
- عندي ولا العُتبى لأوَّلِ عاتبِ
- نُبِّئْتُ أنَّ الأغبياءَ تَوثَّبوا
- سَفَهاً عليَّ مع الزَّمانِ الواثبِ
- دَبَّتْ عقاربُهم إليَّ ولم تكُنْ
- لِتَدِبَّ في ليلِ النِّفاقِ عقاربي
- مِنْ مُنْكِرٍ فضلي عليه ومُدَّعٍ
- شِعري ولم أسمعْ بأخرسَ خاطب
- هيهاتَما جَهْلُ الجَهولِ بمُسبلٍ
- حُجُباً على نًجْمِ العلومِ الثَّاقبِ
- وإذا العدوأثارَ حِقداً لم يزلْ
- يكتَنُّ في رَسَبَي حشاً وترائبِ
- فلْيَسْتَعِدَّ لطعنة ٍ من طاعنٍ
- شاكي السِّلاحِ وضربة ٍ من ضاربِ
- ذنبي إلى الأعداء فضلُ مواقفي
- والفضلُ ذنبٌ لستُ منه بتائبِ
- اللّهُ آثرَني بوهبٍ دونَهم
- وأَخصَّني من وُدِّهِ بمواهبِ
- مَلِكٌ إصاختُه لأوَّلِ صارخٍ
- وسجالُ أنعُمِه لأَوَّلِ طالبِ
- جَزْلانُ يرغبُ في العُلا فَتِلادُه
- مُصْغٍ لدعوة ِ راغبٍأوراهبِ
- كالغيثِ يلقَى الطالبين بوابلٍ
- سحٍّ ويلقى الحاسدين بحاصبِ
- فصَّلتُ عِقْدَ مدائحي بخِلالِه
- فكأنَّما فصَّلتُه بكواكبِ
- وإذا انتضَتْ يُمناه نِضْوسيوفِه
- أَزكَى ضِرامَ الحربِ غير َمُحاربِ
- أكرِمْ بسيفِكَ من صَموتٍ راجلٍ
- في النائباتِ ومن فصيحٍ راكبِ
- تهتزُّ أعضاءُ الشُّجاعِ مخافة ً
- ما اهتزَّ بين أشاجعٍ ورَواجبِ
- ما إن رأيتُ سِواه عَضْباً غِمْدُه
- أحشاءُ حالية ِ المقلَّدِ كاعبِ
- لم تَعْرَ من صِبْغِ الذَّوائبِ إذ غدَتْ
- مَطمومة ً ليسَت بذاتِ ذوائبِ
- وكأنما طلَعَتْ مشارقُ حَلِّها
- من حِلية ِ الجثَانِ فوقَ مغاربِ
- ما حاربَ الصُّبحُ المُضيءُ غياهباً
- إلا أرتنا الصبحَ سِلْمُ غياهبِ
- قد قلتُ إذ عاينتُ فضلَ بيانِه
- وبيانَه كَمُلَتْ أداة ُ الكاتبِ
- للّه درُّكَ يا ابنَ هارونَ الذي
- أدنى العُفاة َ من السَّماحِ العازبِ
- أغرَبْتَ في شِيَمٍ تلوحُ سِماتُها
- في كاهلٍ للمجدِ أوفي غاربِ
- وشمائلٍ سارَتْ بهنَّ مدائحي
- في الأرضِسَيْرَ شمائلٍ وجنَائبِ
- نضَّرْنَ وجهَ المكرُماتِ وطالما
- سفرَتْ لنا عن حُرِّ وجهٍ شاحبِ
- ما لي أرى أوصابَ جسمِك غادرَتْ
- قلبَ المكارمِ في عَذابٍ واصبِ
- عُدْنا الغَمامَ الجَوْدَ منك ولم نَعُدْ
- من قبلِهاصَوبَ الغَمامِ الصائبِ
- لسنا نَذُمُّ أوائلَ النُّوَبِ التي
- جاءت أواخرُها بحَمْدِ عواقبِ
- فاسعَدْ بعافية ِ الإلهِ فإنها
- هِبَة ٌ مُقابَلَة ٌ بشُكْرٍ واجبِ
- وتَمَلَّ سائرة ً عليك مقيمة ً
- مَلكتْ وَدادَ أباعدٍ وأقاربِ
- شَرِقَتْ بماءِ الطَّبْعِ حتَّى خِلتُها
- شَرِقَتْ لِرَيِّقِها ببردٍ ذائبِ
- يَشتاقُ طلعتَها الكريمُإذا نأَتْ
- شوقَ المحبِّ إلى لقاءِ حبائبِ
- ويقولُ سامعُهاإذا ما أُنْشِدَتْ
- أعقودُ حَمْدٍ أَم عُقودُ كَواكبِ
المزيد...
العصور الأدبيه