الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> ترَوِّعُ هَجرُها قلباً مَرُوعا >>
قصائدالسري الرفاء
ترَوِّعُ هَجرُها قلباً مَرُوعا
السري الرفاء
- ترَوِّعُ هَجرُها قلباً مَرُوعا
- صَديعُ الشَّيْبِ يملؤُه صُدُوعا
- أَرَتْها الأَربعونَ هَشيمَ رَوْضٍ
- و قبلَ الأربعينَ رَأَتْ رَبيعا
- هَزيعُ شَبيبَة ٍطَلَعَتْ عليه
- كواكِبُهفرصَّعَتِ الهَزيعا
- ألافاعجَبْ لِما صَنَعَ الغَواني
- فقد أَفسَدْنَ بالغَدْرِ الصَّنيعا
- كَفَرْنَ بذلك الصَّنمِ المُفَدَّى
- و كُنَّ له سُجوداً أو رُكوعا
- يَرَيْنَ بُعادَه قُربَ الأماني
- و ضِيقَ عِناقِه العيشَ الوَسِيعا
- لياليَ يُخجِلُ الرَّيحانَ ريحاً
- إذا اتَّشَحَتْهُ غانية ٌ ضَجيعا
- أَ أَبناءَ الطَّريقِ دَعُوا طريقاً
- سبقْتُ ذَوي السِّباقِ به جَميعا
- فلستُ مُجاوِراً إلا جَواداً؛
- و لستُ مُقارِعاً إلا قَريعا
- أنامُ على قوارصِكُم وعندي
- قوارصُ تسلُبُ المُقَلَ الهُجوعا
- أَهُزُّ بها على قَوْمٍ سُيوفاً
- و أجعلُها على قَوْمٍ دُروعا
- إذا سارَتْ مُشنِّعَة ً عليكم
- فرُدُّوا ذلك الخَبَرَ الشَّنيعا
- أَزَفَّانَ المُحرَّمِ إنَّ شِعْري
- بحُرِّ الشِّعْرِ أحرَى أن يَشيعا
- تركْتَ الدُّفَّ تَنقُرُهُ اكتساباً
- و مِلْتَ عليَّ تَنقُرُني وُلوعا
- إذا الشَّيخُ الخليعُ هفَا اغتراراً
- تَيمَّمَ بالأذى الصِّلَّ الخَليعا
- سيَذهَلُ عن فُنونِ الرَّقْصِ هَمّاً
- إذا رقَّصْتُ منه حَشَاً مَرُوعا
- و يَفصح نابَه سَجَحاتُ نابي
- إذا استُودِعْنَ سِرَّ فتى ً أُذيعا
- لقد خلَعَتْ بتوبتِكَ المَلاهي
- ثيابَ الكِبْرِو اكتسَتِ الخُشوعا
- تركْتَ بها المَعازِفَ ضائِعاتٍ
- و عَزَّ على المَعازِفِ أن تَضيعا
- فقد نُتِفَتْ لِحاكَ بهاو لاقَت
- صنُوجُكَبعدَهاخَطْباً فَظيعا
- و كيفَ نَسَكْتَ بعدَ مَقالِ قَوْمٍ
- إذا نَسَكَ المُخنَّثُ ماتَ جُوعا
- و كنتَإذا الزِّقاقُ رَأَتْكَ تَشدُو
- بألحانِ الغَرِيضِ بَكَتْ نَجيعا
- أما تشتاقُ من عَرَصاتِ غُمَّى
- مَغاني الجاشريَّة ِ والرُّبُوعا
- فقد نَبَشَتْ شآبيبُ الغَوادي
- عليهِنَّ النمارِقَ والقُطوعا
- هَجَرْتَ الهُجْرَ إلا نَظْمَ شِعْرٍ
- بَهَرْتَ بسِحْرِهِ السِّحْرَ البَديعا
- وَ عِفْتَ العارَإلا عَيْرَ أُنْسٍ
- تَخُرُّ لهإذا أَدلى صَريعا
- يَزورُكَ والدُّجى سِتْرٌ عليه
- فيرقَعُ منكَ مأبوناً رَقيعا
- أَ فارسُهل تَكونُ غداً شَفيعي
- إذا أنا فيكَ عادَيْتُ الشَّفيعا
- دَعَوْتَ إلى الضَّلالِ دُعاءَ غاف
- فلم يكنِ السَّميعُ له سَميعا
- أَ أَرغَبُ عن وَدادِ أبي تُرابٍ
- و قد شَحَنَ التَّرائبَ والضُّلوعا
- و أُعْرِضُ بعدَ وَخْطِ الشَّيْبِ عنه
- و قد أحببْتُه طِفْلاً رَضيعا
- أَقِلُّوا قَبلَ غِشْيانِ القَوافي
- بذكرِكُمُ المحافلَ والجُموعا
- نصَحْتُ لكمفلا تَرِدوا المَنايا
- و لا تَستَمْطِروا السَّمَّ النَّقيعا
- إذا لم تَتْبَعوا أبداً رَشادي
- فلستُ لغيِّكُم أبداً تَبيعا
- ألا مُتَجَرِّدٌ للّهِ نَدْبٌ
- يُقَرِّبُ منكُمُ الحَيْنَ الشَّنيعا
- فَيَخْضِبُ من دِمائِكُمُ العوالي
- و يَنقَعُ من صديدِكُمُ الجُزوعا
- أُحاكِمُكُمْ إلى السَّبعِ المَثاني
- و تلكَ الشَّمسُ أَغشَتكُمْ طُلوعا
- فقَدْ حَفِظَتْ صَحائِفُهُنَّ حقّاً
- و لستُ لِما احتفَظْنَ به مُضِيعا
المزيد...
العصور الأدبيه