الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> بِوُدِّيَ لو مُلِّكْتُ ثَنْيَ قِيادي >>
قصائدالسري الرفاء
بِوُدِّيَ لو مُلِّكْتُ ثَنْيَ قِيادي
السري الرفاء
- بِوُدِّيَ لو مُلِّكْتُ ثَنْيَ قِيادي
- فأعتاضَ عن غَيِّ الهَوى برَشادِ
- تمادَتْ دموعي يومَ جدَّتْ بك النَّوى
- و للَّومِ في أعقابِهنَّ تَمادي
- أُقيمُو حظِّي الهجرُ عندَ إقامتي
- و أرحَلُو الشوقُ المبرِّحُ زادي
- إذا ما حداه البَرقُ يرتاحُ صَبوة ً
- إلى رائحٍ من ذي الأَراكِ وَ غَادي
- و إنْ لم يكن عهدُ الشبابِ براجعٍ
- لَدَيْهِو لا عصرُ الصِّبا بمُعادِ
- و أخرى تَحامى خُلَّتي عندَ خَلَّتي
- فسِيّانِ قُربي عندَها وبُعادي
- و تَعجَبُ من ضَنِّ القريضِ وخُبره
- على وَشَلٍ لا رَيَّ فيه لصادي
- فما تَعبي إلا لتجديدِ راحة ٍ
- و لا سَهَري إلا لطولِ رُقادي
- كِلِيني إلى المَهرِيَّة ِ القُودِ إنها
- ستأخُذُ من أيدي الخُطوبِ قيادي
- و كلُّ فتى ً أجدَى عليَّ فصاحبي ؛
- و كلُّ بلادٍ أخصَبَتْ فبلادي
- و أُقسِمُ بالغُمْضِ الذي جادَ مَوْهِناً
- تحيَّة َ مشتاقٍ ورنَّة َ حَادي
- لَفَقْدُ النَّدى الرِّبعيِّ أوجَدَني الأسى
- و أفقَدَني عَيشي ولينَ مِهادي
- و وسَّدَني أيدي الرِّكابِو طالما
- أَقضَّ لديها مَضجَعي ووِسادي
- إذا أنا حاولتُ الأميرَفإنما
- أحاولُ منه جَنَّتي وعِتادي
- حلللْتُ بنادي الشأمِ لَمَّا أعادَه
- عليُّ بنُ عبدِ اللّه أكرمَ نَادي
- أغرُّإذا امتدَّتْ يدُ الدَّهْرِ كفَّها
- بِبيضِ صِفاحٍ أو بِبيضِ أيادي
- يروعُ النَّدى أموالَه بنَفادِها
- و ما رِيعَ مَجدٌ عنده بنَفادِ
- إذا امتزجَ المعروفُ بالبِشْرِ عندَه
- غدا الحمدُ ممزوجاً له بوَدادِ
- رمى كلَّ مُنآدِ القناة ِ من العِدا
- بِخَطْبٍ تَحاماهُ الخُطوبُ نآدِ
- بجُردٍ تُثيرُ النَّقعَ حتى كأنَّما
- تُمزِّقُ منه البِيضُ ثَوبَ حِدادِ
- و بِيضٍ إذا اهتزَّتْ تَرقرَقَ ماؤُها
- و هُنَّ إلى ماءَ النُّفوسِ صَوَادِي
- وكلِّ رُدَينيٍّ أصمَّ كأنَّما
- تُروِّعُ منه الرَّوعَ حية ُ وَادِي
- تَحُفُّ بجَذلانِ العَشِيِّكأنه
- لَدَى طَرَدٍ ما راحَ نُصبَ طِرادِ
- و أَغلبَ رَحْبِ الباعِ يُنجِدُه الرَّدَى
- إذا ما ارتدى في مأزَقٍ بنِجادِ
- يبيتُو حَدُّ السيفِ حِلُّ مبيتِه
- لديهو جَفنُ العَينِ حِلُّ سُهادِ
- يُصَعِّدُ أنفاسَ العدوِّإذا ثَنى
- إليه المَنايا في ظُبى ً وصِعادِ
- أمامَ خميسٍ يَحجُبُ الأفْقَ بالقَنا
- و يملأُ أقطارَ الثَّرى بجِيادِ
- فمَنْ عادَ بالكَيدِ الخفيِّفإنَّه
- يعودُ بيأسٍ في الكريهة ِ بَادِ
- سأُعْلِمُ نَفسي بالسَّماحة ِ عالماً
- بأنَّ بلادَ التَّغلِبيِّ بِلادي
- فدونَكها تختالُ في كلِّ مَسمَعٍ
- و تخطُرُ في مكنونِ كلِّ فؤادِ
- حَبَتْكَ برَيحانِ الكلامِو إنما
- تَجودُ بريَّاهُ لكلِّ جَوادِ
- بأطيبَ من طِيبِ الرُّقادِ لساهرٍ
- و أعذبَ من رِيقِ الحبيبِ لصاد
المزيد...
العصور الأدبيه