الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> السري الرفاء >> أَ تكتُمُ أسرارَ الهَوى أَم تُذيعُها >>
قصائدالسري الرفاء
أَ تكتُمُ أسرارَ الهَوى أَم تُذيعُها
السري الرفاء
- أَ تكتُمُ أسرارَ الهَوى أَم تُذيعُها
- و تَحفَظُها بعدَ النَّوى أَم تُضيعُها
- مَهاة ٌو لكنْ للفِراقِ لِقاؤُها؛
- و شَمْسٌو لكن للغُروبِ طُلوعُها
- تَعُنُّ لنا في مُشرِقاتِ وُجوهِها
- إذا هي عنَّت مُظلِماتٍ فروعُها
- تُصانِعُ عن أَجيادِها بأَكُفِّها
- فيحسُنُ عندَ المُستهامِ صَنيعُها
- و لمَّا تَبادَلْنا العِناقَو أعنَقَتْ
- دُموعيَ مَمزوجاً بهنَّ دُموعُها
- شَكَوْتُ الذي تَشكُو إليَّكأنَّما
- تُجِنُّ ضُلوعي ما تُجِنُّ ضُلوعُها
- سَلامٌ على الأيامِ تَبيَضُّ بينَها
- صَنائِعُمُسوَدُّ العِذارِ شَفيعُها
- تَلَفَّتُّ بعدَ الأربعينَو أسرَعَت
- عِجالاًفلم يَربَعْ عليَّ رَبِيعُها
- و تاجرَة ٍ بالخَمْرِ تُؤثِرُ صَوْنَها
- عَنِ البَيعِأو تَلقى الغِنى فتَبيعُها
- تُسيلُ فَمَ الزِّقِّ الرَّوِيِّكأنَّه
- جِراحَة ُ زِنْجيٍّ يَسيلُ نَجيعُها
- إذا زارَها وَفْدُ الرِّضاعِ تَبرَّعَتْ
- بِعَذْراءَ لا يَهوى الفِطامَ رضيعُها
- فلا طيبَ إلاّ أن يَفوحَ نَسيمُها؛
- و لا فجرَ إلا أن يَلوحَ صَديعُها
- أَقَمْنا لَدَيْها في رياضٍ أنيقَة ٍ
- نَمارِقُها مَوشِيَّة ٌو قُطوعُها
- نَروعُ بأسيافِ المُدامِ هُمومَنا
- كأنَّا بأَسيافِ الوزيرِ نَروعُها
- هُوَ المُزْنَة ُ الغَرَّاءُ طَبَّقَ صَوبُها
- إذا المُزنَة ُ الغَرَّاءُ غَبَّ لُمُوعُها
- طَلوبٌ لغاياتِ الكِرامِلَحوقُها
- رَكوبٌ لأعلامِ النِّجادِ طَلوعُها
- إذا متَعَتْ أخلاقُه الغُرُّ خَيَّلَتْ
- لعَيْنَيْكَ أنَّ الشَّمسَ راجٍ مُتوعُها
- و أزهرَ يَنقادُ الزَّمانُ لأمرِهِ
- و تأمُرُهُ زُهْرُ العُلى فيُطيعُها
- وَقورُ السَّجايا في النَّدِيِّرَكينُها
- شَرودُ العَطايا في المُحولِخَليعُها
- إذا سجَدَتْ في الطُّرْسِ أقلامُه اغتَدى
- سُجودُ العِدا حمالَهُو رُكوعُها
- تُرَوِّعُها أسيافُهفتَشيمُها
- بِدَاميَة ِ الأجفانِ نزرٍ هُجوعُها
- و كيفَ على هَزِّ السُّيوفِ بَقاؤُها
- إذا كانَ مُهتَزُّ اليَراعِ يَروعُها
- أَيا سائلي عن شِيمَة ِ الحَسَنِ استَمِعْ
- مَحاسِنَ من نَظْمِ الثَّناءِ أُذيعُها
- إذا عَدَّ من آلِ المُهَلَّبِ أسرة ً
- مَعاقِلُها أسيافُها ودُروعُها
- رَأَيتَ العُلا مُنثالَة ً من شِعابِها
- عليهو مَجموعاً إليه جميعُها
- هُمامٌ وَقى الأَعداءَ من سَطواتِهِ
- تَباعُدُها من سُخطِهِفتروعُها
- فَعُدَّتُهُ أسيافُهُ ورِماحُهُ
- و عُدَّتُها إذعانُها وخُضوعُها
- أَعَلَّ صُدورَ السُّمْرِو هو حبيبُها
- وحَلَّ شِفارَ البِيضِو هوَ ضَجيعُها
- و قد عَلِمَتْ أموالُهُ حينَ سامَها
- حِفاظَ المَعالي أنَّه سَيُضيعُها
- و مَعرَكَة ٍ يَسْوَدُّ للنَّقعِ أُفقُها
- و تَحمَرُّ من فَيْضِ الدِّماءِ رُبوعُها
- إذا ازدَحَمَتْ فيها السيوفُ حَسِبتَها
- يَنابيعَ ماءٍ ضاقَ عنها وسيعُها
- قَسَمْتَ حُميَّا الموتِ بينَ حُماتِها
- فراحَ سَواءً جَلْدُها وجَزوعُها
- و كم خُطَّة ٍ حاولتَهافاستَطَعْتَها
- بِسَيْفِكَو الأيَّامُ لا تَستَطيعُها
- إليكَ أَطَرْنا من ديارِ رَبيعَة ٍ
- نَعائِمَ في أرضِ العِراقِ وُقوعُها
- رَكايبَ تَحدوها الشَّمالُكأنَّها
- قِلاعٌإذا أَوْفَتْ عليها قُلوعُها
- تَمادى بها السَّيرُ الحَثيثُفلم تَجُلْ
- لِبُعْدِ المَدى أغراضُها ونُسوعُها
- يزيدُ سَوادُ اللَّيلِ صِبغَ سَوادِها
- و لا يَتَجلَّى في الصَّباحِ هَزيعُها
- فيذهَبُ منها في سَريعٍ ذَهابُها
- و يَرجعُ منها في بَطيءٍ رُجوعُها
- تَمُدُّ على الأمواجِ باعاً كأنَّه
- يُعانِقُها في مَدِّهِ ويَبوعُها
- أُشيعُ عَطاياكَالتي لو سترتُها
- لَقامَ الغِنى عنِّي خَطيباً يُشيعُها
- و أَصدَعُ بالحُسنى التي طارَ ذِكرُها
- و أكبادُ قَوْمٍ تَستَطيرُ صدوعُها
- لقد أُولِعَتْ منكَ المَكارِمُ بامرىء ٍ
- حَبيبٍ إليه إِلفُها وولوعُها
- فمَورِدُها عَذْبُ المياهِ نَمِيرُها
- و مَرْبَعُها سَهْلُ الرِّياضِ مَريعُها
- قَوافٍإذا كانت دُروعُ مَعاشرٍ
- فأنتم حِلَى أجيادِها ودروعُها
- تَراءَتْ مَنيعاتٍفلمّا دعوتُها
- لمجدِكُمُ أعطى القِيادَ مَنيعُها
- و ما زالَ رَيحانُ المديحِ وصُبْحُه
- يُضيءُ قُلوباً منكمُ ويَضوعُها
المزيد...
العصور الأدبيه