الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> هذا كتابك فيه الجهل والعنف >>
قصائدالبحتري
هذا كتابك فيه الجهل والعنف
البحتري
- هذا كتابُكَ، فيهِ الجَهلُ وَالعُنُفُ،
- قَد جاءَنَا، فَفَهِمنا كلَّ ما تَصِفُ
- أمَا تَخافُ القَوَافي أنْ تُزِيلَكَ عَنْ
- ذاكَ المَقامِ، فتَمضِي ثمّ لا تَقِف
- وَشاعراً لا يَكُفُّ النّصْفُ غَضْبَتَهُ
- إنْ هُزّ، وَاللّيثُ يَرْضَى حينَ يُنتَصَف
- تَعيبُني بِهَنَاتٍ لَسْتُ أعْرِفُهَا
- منّي، وَأنْتَ بهَا جَذْلانُ مُعترِفُ
- لا تَجْمَعَنّ عَلَيْنَا رَدّةً وَبَذا
- قَوْلٍ، فذلكَ سوءُ الكَيلِ وَالحَشَفُ
- مَا لي وَللرّاحِ تَدْعُوني لأشْرَبَهَا،
- وَلي فُؤادٌ بشيءٍ غَيرِها كَلِفُ
- إنّ التّزَاوُرَ فيمَا بَيْنَنا خَطَرٌ،
- وَالأرْضُ من وَطأةِ البِرْذَوْنِ تنخسِفُ
- إذا اجتَمَعْنَا عَلى يَوْمِ الشّتَاءِ، فلي
- هَمٌّ بِما أنَا لاقٍ، حينَ أنْصَرِفُ
- أبِالغَديرِ، إذا ضَاقَ الطّرِيقُ بِهِ،
- أمْ بالطّرِيقِ المُعَمّى، حينَ يَنعطِفُ
- وَقُلْتُ دَجْنٌ يُرِيقُ العْينَ رَيّقُهُ،
- مِنْ كلّ غادِيَةٍ أجْفَانُها وُطُفُ
- فَكَيفَ يَطرَبُ للدَّجنِ المُقيمِ، إذا
- سَحّتْ سَحائِبُهُ مَنْ بَيْتُهُ يَكِفُ
- لا أقرَبُ الرّاحَ أوْ تَجْلُو السّماءُ لَنَا
- شمسَ الرّبيعِ وَتَبهَى الرّوْضَةُ الأُنُفُ
- وَيَفْتُقُ الوَرْدُ خُضْراً عَن مُعَصْفَرَة،
- وَيكتَسِي نَوْرَهُ القاطُولُ وَالنَّجَفُ
- هُنَاكَ تَجميعُ شَمْلٍ كانَ مُفترِقاً
- مِنّا، وَتأليفُ رَأيٍ كَانَ يَختَلِفُ
المزيد...
العصور الأدبيه