الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> لا أرى بالعقيق رسما يجيب >>
قصائدالبحتري
لا أرى بالعقيق رسما يجيب
البحتري
- لا أرى بالعقيق رسما يجيب
- أسكنت آية الصبا والجنوب
- واقف يسأل الديار، وعذل
- في سؤال الديار أو تأنيب
- ولعمر الحبيب إن اقترابا
- منه لو تستطيعه لقريب
- طرقت، والطروق، من حيث أمست
- في بلاد أمسيت فيها، عجيب
- نية غربة، وشوق مقيم
- وادع في حجاله محجوب
- بت ليل التمام أسهر بالوصـ
- ـل بطيف الخيال وهو كذوب
- وأرانا على الوصال، وللهجـ
- ـر علينا سرادق مضروب
- وأخ رابني فأضربت عنه،
- أي إخوانك الذي لا يريب
- ورأيت الصديق يختان في الود،
- كما اختان في الصفاء الحبيب
- حفظ الله جعفراً حيث تعرو
- من صديق ملمة أو تنوب
- ما أبالي إذا أخذت بحبل
- منه ما أجمعت علي الخطوب
- أريحي يشيد نائله البشـ
- ـر إذا ما نعى النوال القطوب
- في محل من فارس ما يصاب الـ
- ـكل فيه، ولا يحس الغريب
- دوحة من فروعها انشعب المجـ
- ـد، وفي ظلها تلاقى الشعوب
- نجباء، ولم يكن يلد المر
- ء نجيباً ما لم يلده نجيب
- قدمتهم على ذوي منتاهم
- كرم يبهر النجوم وطيب
- مجد لا يزال منهم صريخ
- كسروي إلى المعالي يصوب
- حيث ألفيتهم فثم جناب
- ممرع حوله فناء رحيب
- وإذا غبت عنهم أبرح الوجـ
- ـد، وأربي ضرامه المشبوب
- بأبي أنت، لا تسلني بحال
- في دخيل الأحشاء منها وجيب
- أنا بالشام موطني غير أني
- بعد عهد العراق فيها غريب
- نبوات من الصديق يروعـ
- ـن جنابي كما يروع المشيب
- واجتهاد من العدو ودهري
- طالب في السلاح أو مطلوب
- لا أزور الشآم غلا رقيب
- لي على الخل أو علي رقيب
- يصدئ الدرع بردتي، وبستا
- ني وراحي ذو الميعة اليعوب
- حيث لا يصطفى المليح من القو
- م لأنس، ولا يراد الأديب
- قد أتتنا الأنباء عنك وعن منـ
- ـبج حين المحل فيها جديب
- جئتها والسحاب فيها مغذ
- فأريت السحاب كيف يصوب
- وتغولت جانب الليل في سر
- ك، والليل فاحم غربيب
- ومن الحد في لقائك والحر
- مان بعدي عنها وأنت قريب
- وعناد من حادث الدهر أن يحـ
- ـضر أرضي مخيماً وأغيب
- مع شوق إليك تقدح في القلـ
- ـب عقابيل بثه وندوب
- وتمن لأن أراك وأن يهـ
- ـلك إذ ذاك من بلادي الرغيب
- فتراني يكون لي فيك حظ
- من دنو أحيا به، ونصيب
- هو عهد من الليالي حميد
- إن تهيا ونائل موهوب
- يـ ـابن عبد الغفار سرت مسيراً
- أشرفت رغبة إليه القلوب
- إن دنا معبد أو انقاد آب
- بتأتيك أو أجاب مجيب
- أو جرى في الذي تضمنت نجح
- فهو ظني بك الذي لا يخيب
المزيد...
العصور الأدبيه