الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> عدمت النغيل فما أدمره >>
قصائدالبحتري
عدمت النغيل فما أدمره
البحتري
- عَدِمْتُ النّغِيلَ، فمَا أدْمَرَهْ،
- وَأوْلى الصّديقَ بأنْ يَهْجُرَهْ
- إذا قُلْتَ قَدّمَهُ كِيسُهُ،
- عَنَاهُ من النّقْصِ ما أخّرَهْ
- دَعَانَا إلى مجْلِسٍ فَاحِشٍ،
- قَبِيحٌ بِذي اللُّبِّ أن يحْضُرَهْ
- فَجَاء نَبِيذٌ لَهُ حامِضٌ،
- يَشُقُّ على الكبِدِ المُقْفِرَهْ
- إذا صُبّ مُسْوَدُّهُ في الزّجَا
- جِ، فكأسُ النديمِ بهِ مَحبَرَهْ
- تَرَكْتَ مُشَمَّسَ قُطْرَبُّلٍ،
- وَجَرّعْتَنَا دَقَلَ الدَّسْكَرَهْ
- وَمَا لي أطَعْتُكَ في شُرْبِهِ،
- كأنْ لمْ أُخَبَّرْهُ، أوْ لمْ أرَهْ
- وَمَا لي شَرهْتُ إلى مثْله،
- وَمَا كُنت أعْرفُني بالشّرَهْ
- وَما يَعْتَرِيني الّذي يَعْتَرِيك
- بحَقّ السّوَادِ منَ الأبْخِرَهْ
- فلأيا عَزَمْتُ على الإنْصِرَا
- فِ، وقدْ أوْجبَ الوَقتُ أنْ نَحذَرَهْ
- فقُمْنَا على عَجَلٍ والنّجُو
- مُ مُولِيَةٌ قَدْ هَوَتْ مُدْبِرَهْ
- وكانَ الجَوَازُ على عِلّةٍ،
- فَكِدْنَا نُبَيَّتُ في المِقْطَرَهْ
- وَلمّا انْصَرَفْتُ أطَلّ الخُمَا
- رُ بِحَدّ سَماديرِهِ المُسْهِرَهْ
- فَلا تَسْألَنّي عَنْ حَالَةٍ،
- بُليتُ بِها، صَعْبَةٍ، مُنْكَرَهْ
- وَلَيْلَةِ سُوءٍ أُمِرّتْ عَليّ
- كَلَيْلَةِ شَيْخِكَ في القَوْصَرَهْ
المزيد...
العصور الأدبيه