الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> تغير أو حال عن عهده >>
قصائدالبحتري
تغير أو حال عن عهده
البحتري
- تَغَيَّرَ، أوْ حَالَ عَنْ عَهْدِهِ،
- وَأضْمَرَ عُذْراً، وَلمْ يُبْدِهِ
- مَليءٌ بأنْ يَسْتَرِقّ القُلُوبَ،
- عَلى هَزْلِهِ وَعَلى جِدّهِ
- وَأنْ يُوجَدَ السّحْرُ في طَرْفِهِ،
- وَأنْ يُجْتَنى الوَرْدُ مِنْ خَدّهِ
- يَشُفُّ القُلوبَ وَإنْ أكذَبَ الـ
- ـظّنُونَ، وَأخْلَفَ في وَعْدِهِ
- بِمَا أشْبَهَ البَدْرَ مِنْ حُسْنِهِ،
- وَما شَاكَلَ الغُصْنَ مِنْ قَدّهِ
- سَقَى أرْضَهُ هَطْلانُ السّحَا
- بِ، إذا التَهَبَ البرْقُ عن رَعدِهِ
- لَعَمرِي، لقد كانَ هِجرَانُهُ،
- على الصّبّ، أيْسَرَ مِنْ بعْدِهِ
- وقد كنتُ أظْمَا إلى وصَلّهِ،
- فقد صرت أظما إلى صده
- فهل تعتق العين من دمعها
- وهل يقصر القلب عن وجده
- رَأيْنا خِلالَ إمَامِ الورَى
- شَبَابِهَ مَا شدنَ مِنْ مَجْدِهِ
- تَعَزّرَ بالله مُسْتَقْرِباً،
- مَدَى الحقّ يَسرِي إلى قَصْدِهِ
- رَأى الله كَيفَ نَدَى كَفّهِ،
- فأسْنَى لَهُ القَسْمَ مِنْ عِنْدِهِ
- سُكُونُ الرّعِيّةِ في ظِلّهِ،
- وَعَيْشُ البَرِيّةِ في رِفْدِهِ
- وَألْسِنَةُ النّاسِ مَجمُوعَةٌ
- على شُكْرِهِ، وَعلى حَمْدِهِ
- هُوَ الغَيثُ يَنْهَلُّ في صَوْبِهِ،
- سِجالاً، وَيَعذُبُ في وِرْدِهِ
- لَقَدْ عَلِقَتْ مِنْهُ آمَالُنَا
- بحَبْلٍ غَرِيبِ النّدى، فَرْدِهِ
- فَدامَ لَهُ المُلْكُ في خَفْضِهِ،
- وتَمّ لَهُ العَيشُ في رَغْدِهِ
- مُنَانَا وَحَاجَتُنا أنْ يَعِزّ،
- وَأنْ يَمْنَعَ الله مِنْ فَقْدِهِ
- تُعَالِجُ بالفَصْدِ مُسْتَأنِفاً
- لعَافِيَةِ الله فَصْدِهِ
- عِلاجٌ يُخَبّرُ، في وَقْتِهِ،
- بعُقْبَى السّلامَةِ مِنْ بَعْدِهِ
المزيد...
العصور الأدبيه