الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> إن ألأمير أبا علي أصبحت >>
قصائدالبحتري
إن ألأمير أبا علي أصبحت
البحتري
- إِنَّ ألأَميرَ أَبا عَليٍّ أَصْبحَت
- كَفَّاهُ قَدْ حَوَتِ المَكَارمَ والعُلاَ
- حَاطَ الخِلاَفةَ ذَئِداً عَنْ عِزِّها
- وكَفَى الخَليفةَ مَا أَهَمَّ وأَعْضَلاَ
- سَيْفٌ عَلَى أَعدَائِهِ ، لا تَنْجَلِي
- ظُلَمُ الخُطُوبِ السُّودِ حَتَّى يُجْتَلَى
- تَثْنَِي بوَادِرَهُ الأَنَاةُ ، ورَبَّما
- سَارتْ عزِيمتُهُ ، فَكاَنَتْ جَحْفَلاَ
- تَقِفُ المَوَالي حَجْرَتَيْهِ فإِنْ غَدَا
- أَغْدَى لُيُوثاً ما تُرَامُ وأَشْبُلاَ
- قَدْ جَرَّبَ الأَعْدَاءُ مِنْ وَقَعَاتِهِ
- مَا كَفَّ غَرْبَ الخَالِعِينَ ونَكَّلا
- كَمْ سادِرٍ في الغَيَِ ذَمَّ فِعَالَهُ
- لَمَّا هَوَى تَحْتَ السُّيُوفِ مُجَدَّلاَ
- كَأَبِي نُمَيْرٍ إِذْ تَتَابَعَ غيُّهُ
- وغلاَ به من فَرطِ بَغْيٍ ما غَلاَ
- قَطَعَتْهُ وَقْعةُ مَشْرَفيٍّ صَارِمٍ
- أَعْيَا لَهَا جُثْمانُهُ أَن يُوصَلاَ
- وغَدَتْ به نِصْفَيْنِ قد فُصِلاَ عَلَى
- حَدَقٍ تَوَخِّى قَاسِمٍ أَن يَعْدِلاَ
- يَتَأَمَّلُ الأَقوامُ إِذْ حَدَقوا بهِ
- نِصْفَيْنِ أَيُّهُمَا يَرَوْنَ الأَطْوَلاَ
- قَدْ قُلْتُ لِلعَرَب، اشْكُرُوا ذَا أَنْعُمٍ
- أَوْلاَكُمُوها صَافِحاً ومُنَوِّلاً
- عَجِلَتْ مَوَاهِبُهُ لَكُمْ فَتَسَرَّعَتْ
- وتَثبَّتَتْ خُطُوَاتُهُ أَنْ تَعْجَلاَ
- حَقَنَ الدِّمَاءَ، ولو يَشَاءُ هَرَاقَها
- جَزْلَ العَطَليا حَامِلاً مَا حُمِّلاَ
- صَلُحَت بهِ أَسْبَابُ قَوْمً لَمْ يَكُنْ
- إِلاَّ التُّقَى بِصَلاَحِهَا مُتَكَفّلاَ
- شَمَلَ الثُّغُورَ بِدِيمةٍ مِنْ جُودِهِ
- سَمْحٍ ، وذَلَّلَ حِمْصَ فِيمَا ذَلَّلاَ
- أَصْحَبْتُهُ ، أَمَلِي ، وَمِثْلُ خِلاَلِهِ
- كَرُمَتْ ، فأَعْطَتْ رَاغِباً مَا أَمَّلا
- وَرَجَوْتُ أَنْ يُعْطَى بِقسْطِ فُتُوحِهِ
- فَيُخَوَّلَ الشَّامَاتِ فيمَا خُوٍّلاَ
- لِيُقَوِّمَ المُعْوَجَّ مِنْ تَدْبِيرها ،
- ويُعِيدَ مُدْبِرَ كلِّ أَمْرٍ مُقْبِلاَ
- وَلَرُبَّ رُتْبَةِ سُؤْدُدٍ شَفَعَتْ بِهِ
- مِنْ قَبْلِ أَنْ يُدْعَى لها ويُؤَهَّلاَ
- َ انَ السَّحَابُ مُجانِباً لِبلاَدِنا
- حَتَّى قَدِمْتَ فَجادَ فيهِ وأَسْبَلاَ
- فاسلَمْ لنا طَولَ الحيَاةِ مُؤَمَّراً ،
- ومُؤَمَّلاً ، ومُعَظَّماً ، ومُبَجَّلاَ
المزيد...
العصور الأدبيه