الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> البحتري >> ألعيش في ليل داريا إذا بردا >>
قصائدالبحتري
ألعيش في ليل داريا إذا بردا
البحتري
- ألْعَيْشُ في لَيْلِ دارَيّا، إذا بَرَدَا،
- والرّاحُ نَمزُجُهَا بالمَاءِ مِنْ بَرَدَى
- قُلْ للإمَامِ، الذي عَمّتْ فَوَاضِلُهُ
- شَرْقاً وَغَرْباً فَما نُحصِي لَهَا عدَدَا
- ألله وَلاّكَ عَنْ عِلْمٍ خِلاَفَتَهُ،
- وَالله أعْطَاكَ مَا لَمْ يُعْطِهِ أحَدَا
- وَمَا بَعَثتَ عِتَاقَ الخَيْلِ في سفرٍ،
- إلاّ تَعَرّفْتَ فيهِ اليُمْنَ والرَّشَدَا
- أمّا دِمَشْقُ، فقَدْ أبدَتْ مَحَاسِنَها،
- وَقَدْ وَفَى لكَ مُطْرِيها بِمَا وَعَدا
- إذا أرَدْتَ مَلأتَ العَينَ مِنْ بَلَدٍ،
- مُستَحسَنٍ، وَزَمَانٍ يُشبِهُ البَلَدا
- يُمسِي السّحابُ على أجبالِها فِرَقاً،
- ويُصْبِحُ النّبْتُ في صَحَرائِهَا بَدَدا
- فَلَسْتَ تُبْصِرُ إلاّ وَاكِفاً خَضِلاً،
- أوْ يَانِعاً خَضِراً، أو طَائِراً غَرِدا
- كأنّما القَيْظُ وَلّى بَعدَ جِيئَتِهِ،
- أوِ الرّبيعُ دَنَا مِنْ بَعْدِ مَا بَعَدا
- يا أكثرَ النّاسِ إحساناً وأعرَضَهُمْ
- سَيْباً وأطْوَلَهُمْ في المَكرُماتِ يَدَا
- مَا نَسألُ الله إلاّ أنْ تَدُومَ لكَ النَّـ
- ـعْمَاءُ فِينَا، وأنْ تَبقَى لَنَا أبَدَا
المزيد...
العصور الأدبيه