الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن عنين >> لو لم يخالط بينك أضلعي >>
قصائدابن عنين
لو لم يخالط بينك أضلعي
ابن عنين
- لو لم يخالط بينك أضلعي
- قاني دمي ما كنت إلا مدعي
- قد صحَّ عندك شاهدٌ من عَبرتي
- فسل الدجى ونجومه عن مضجعي
- عاقبتني بجناية لم أجنها
- ظلماً وكم من حاصدٍ لم يزرعِ
- ومنعتَ طيفكَ من زيارة عاشقٍ
- حاولت مهجته فلم يتمنّعِ
- وأمالَك الواشي ولولا غِرَّة ٌ
- كان الصِّبى سبباً لها لم تخدعِ
- فجمعتُ أثقالَ الصدودِ إلى النوى
- فوق المَلامِ إلى فؤادٍ موجَعِ
- يا راحلاً والقلبُ بين رِحاله
- يقتادهُ حفظاً لعهدِ مضيّعِ
- هلاَّ وقفتَ على محبّك حافظاً
- عهد الهوى فيه وقوفَ مودّعِ
- كيف السبيل إلى السلوّ ولم تُعدْ
- عقلي عليَّ ولم تدعْ قلبي معي
- فسقى زماناً مرّ لي بطويلعٍ
- صوبُ الحيا وسقى عراص طويلعِ
- فلأصبرنّ على الزمان وجوره
- صبر امريءٍ متجمّلٍ لم يخضعِ
- ولألبسنَّ من التّجلدِ نثرة ً
- حصداءَ تهزأُ من سوابغَ تبّعِ
- ولأشكرنَّ حوادثاً قذفتْ بآ
- مالي إلى الملك الهمام الأروعِ
- ضافي لباسِ المجدِ صافي المَشرعِ
- ورأتُ أحسنَ منظرٍ وخبرتُ أطـ
- يبَ مخبرٍ وحللتُ أَرفعَ موضعِ
- في ظلِّ وضّاحِ الجبين سميذعٍ
- من نسلِ وضّاح الجبين سميذعِ
- الأشرفِ الملك الذي بذلُ النَّدى
- من كفّه طبعٌ بغيرِ تطبُّعِ
- ملكٌ له يوم الهياج مواقفٌ
- مشهورة ٌ لا يدعيها مُدَّعي
- متبسّمٌ في كلِّ يومٍ عابسِ
- متوضّحٌ في كل خطبٍ أسفَعِ
- يروي حرارَ السّمهري بكفه
- يوم الوغى من قلب كل مدرّعِ
- سِيَّانِ عند يمينِه وحسامِه
- في الحربِ هامة ُ حاسرٍ ومعنَّعِ
- ولطالما حطَم الوشيجَ بكفّه
- من بعدِ حشوِ الدرعِ بين الأضلعِ
- ملكٌ متى استسقيتَ بحرَ يمينه
- جادتْ عليك بديمة ٍ لم تُقلعِ
- حسنتْ مواقعُها وكم مِن ديمة ٍ
- جهلتْ فجادتْ في سباخٍ بلقعِ
- ولطالما غشيَ الوغى بثلاثة ٍ
- في ظهرِ منسوبٍ يطيرُ بأربعِ
- بأصمَّ معتدلٍ وأبيضَ صارمٍ
- وجنانُ مضَّاء العزيم مشيَّعِ
- كم موقفٍ ضنكٍ فلولا صبرُه
- فيه لوقع البيضِ لم يتوسَّعِ
- من معشرٍ شرعوا السَّماح وأرشدوا
- فيه العُفاة َ إلى طريقٍ مَهيَعِ
- فبلغتُ من نعماه مالا ينتهي
- أملي ولم يطمحْ إليهِ مطمعي
- وصروفَ دهري أن تطوفَ بمربعي
- متبرعٌ بالجودِ قبلَ سؤاله
- والجودُ جود الباديء المُتبرّعِ
- فغدوتُ أنشد جوده متمثلاً
- ونوالهُ مثلَ السُّيولِ الدُّفعِ
- ولقد دعوتُ ندى الكرام فلم يجب
- فلأشكرنَّ ندى ً أجابَ وما دعى "
المزيد...
العصور الأدبيه