الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن عنين >> أشاقك من عُليا دمشقَ قصورُها >>
قصائدابن عنين
أشاقك من عُليا دمشقَ قصورُها
ابن عنين
- أشاقك من عُليا دمشقَ قصورُها
- وولدانُ روضِ النَّيربين وحورُها
- ومنبجسٌ في ظلّ أحوى كأنه
- ثيابُ عروسٍ فاحَ منها عبيرُها
- منازلُ أنسٍ ما أمحَّتْ ولا امَّحتْ
- بمرِّ الغوادي والسواري سطورها
- كأنَّ عليها عبقريَّ مطارفٍ
- من الوَشي يُسديها الحَيا ويُنيرُها
- تزيد على الأيام نوراً وبهجة ً
- وتذوي الليالي وهي غضٌّ حَبيرُها
- إِذا الريحُ مرَّتْ في رباها كريهة ً
- حباها بطيب النشرِ فيها مرورها
- سقى اللهُ دوْحَ الغُوطتين ولا ارتوى
- من الموصلِ الحدباءِ إلا قبورُها
- فيا صاحبي نجواي بالله خبِّرا
- رهينَ صباباتٍ عسيرٌ يسيرُها
- أمن مرحٍ مادتْ قدودُ غصونها
- ببهجتها أم أطربتها طيورها
- خليليَّ إنَّ البينَ أفنى مدامعي
- فهل لكما من عبرة ٍ أستعيرها
- لقد أنسيت نفسي المسراتُ بعدكم
- فإنْ عادَ عيدُ الوصلِ عاد سرورها
- على أَنَّ لي تحت الجوانح غلَّة ً
- إِذا جادها دمعٌ تلظَّى سعيرُها
- وقاسمتماني أن تعينا على النوى
- إِذا نزواتُ البين سار سؤورُها
- ففيمَ تماديكم وقد جدَّ جدُّها
- كما تريانواستمرَّ مريرُها
- وأصعبُ ما يلقي المحبُّ من الهوى
- تداني النوى من خلة ٍ لا يزورها
- فيا ليتَ شعري الآنَ-دع ذكر ما مضى -
- أوائل أيامِ النوى أَمْ أخيرُها
- متى أنا في ركبٍ يؤمُّ بنا الحمى
- خفافٌ ثِقالٌ بالأماني ظهورُها
- حروفٌ بأفعالٍ لهنَّ نواصبٌ
- إِذا آنستْ خفضاً فرفعٌ مسيرُها
- تظنُّ ذُرى لبنانَ والليّلُ عاكفٌ
- صديعَ صباحٍ من سُراها يجيرُها
- وقد خلَّفتْ رعنَ المداخل خلفَها
- ونكَّبَ عنها من يمين سنيرها
- فيفرحَ محزونٌ وَيكبتَ حاسدٌ
- وتبردَ أكبادٌ ذكيٌّ سعيرها
- وقد ماتتْ الآمالُ عندي وإنما
- إِلى شرفِ الدين المليكِ نُشورُها
- مليكٌ تحلى الملكُ منه بعزمة ٍ
- بها طالَ مِن رمح السِماك قَصيرُها
- يلاقي بني الآمالِ طلقاً فبشرهُ
- بما أمَّلته من نجاحٍ بَشيرُها
- فما نعمة ٌ مشكورة ٌ لا يبثُّها
- وما سيرة ٌ محمودة ٌ لا يَسيرُها
- همامٌ تظلُّ منه الشمسُ منعزماتهِ
- محجبة ٌ نقعُ المذاكي ستورها
- مهيبٌ فلو لاقى الكواكب عابساً
- تساقطتِ الجوزا وخرَّت عَبورُها
- تشرّفُ أندى السحبِ إنْ قال قائلٌ
- لأدنى نوالٍ منه هذا نظيرُها
- حلفتُ بما ضمتْ أَباطحُ مكة ٍ
- غداة َ منى ً والبُدْنُ تَدمى نُحورُها
- لقد فازَ بالملكِ المعظَّمِ أمة ٌ
- إِلى عدله المشهورِ رُدَّتْ أُمورُها
المزيد...
العصور الأدبيه