الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن عنين >> سلوا صهواتِ الخيلِ يومَ الوغى عنَّا >>
قصائدابن عنين
سلوا صهواتِ الخيلِ يومَ الوغى عنَّا
ابن عنين
- سلوا صهواتِ الخيلِ يومَ الوغى عنَّا
- إِذا جهلتْ آياتُنا والقَنا اللُّدْنا
- غداة َ لَقِيَنا دونَ دمياطَ جحفلاً
- من الرومِ لا يُحصى يقيناً ولا ظنا
- قد اتفقوا رأياً وعزماً وهمة ً
- وديناً وإِن كانوا قد اختلفوا لُسنا
- تداعوا بأنصارِ الصليبِ فأقبلتْ
- ولُوغاً ولكنَّا ملكنا فأسجحنا
- عليهمْ من الماذيّ كلُّ مفاضة ٍ
- دلاصٍ كقرنِ الشمسِ قد أحكمتْ وضنا
- وأطعمهم فينا غرورٌ فأرقلوا
- إلينا سراعاً بالجيادِ وأرقلنا
- فما برحتْ سمرُ الرماحِ تنوشهم
- بأطرافها حتى استجاروا بنا مِنَّا
- سقيناهم كأساً نفتْ عنهمُ الكرى
- وكيف ينامُ الليلَ من عَدِم الأمنا
- لقد صبروا صبراً جميلاً ودافعوا
- طويلاً فما أجدى دفاعٌ ولا أغنى
- فألقَوْا بأيديهم إِلينا فأحسنَّا
- وما برحَ الإحسانُ منا سجيّة ً
- تَوارثَها عن صِيد آبائِنا الأبنا
- منحنا بقاياهم حياة ً جديدة ً
- فعاشُوا بأعناقٍ مقلَّدة ٍ مَنَّا
- ولو ملكوا لم يأتلوا في دمائنا
- وقد جرَّبونا قبلها في وقائعٍ
- تعلّمغمر القوم منّا بها الطعنا
- فكم مِن مليكٍ قد شددنا إِساره
- وكم من أسيرٍ من شقا الأسر أطلقنا
- أسودُ وغى ً لولا قراعُ سيوفنا
- لما ركبوا قيداً ولاسكنوا سجنا
- وكم يوم حرٍّما لقِينا هجيرَه
- بسترٍ وقُرٍّ ما طلبنا له كِنَّا
- فإنّ نعيمَ الملك في شظفِ الشّقا
- يُنال وحلوَ العزّ من مُرّه يُجنى
- يسيرُ بنا من آلِ أيوبَ ماجدٌ
- أبى عزمُه أن يَستقرَّ به مغنى
- كريمُ الثنا عارٍ من العارِ باسلٌ
- جميلُ المحيّا كاملُ الحسنِ والحسنى
- لعمركَ ما آياتُ عيسى خفيّة ٌ
- هي الشمسُ للأقصى سناءً وللأدنى
- سرى نحو دمياطَ بكل سميذعٍ
- نجيبٍ يرى وردَ الوغى الموردَ الأهنا
- فأجلى علوجَ الرومِ عنها وأفرحتْ
- قلوبُ رجالٍ حَاَلَفتْ بعدَها الحزنا
- وطهّرها من رجسهم بحسامه
- همامٌ يرى كسبَ الثنا المغنم الأسنى
- مآثرُمجدٍ خلَّدتها سيوفُه
- لها نبأ يفنى الزمانُ ولا يفنى
- وقد عرفتْ أسيافنا ورقابهم
- مواقعَها فيها فإِنْ عاودوا عدنا
المزيد...
العصور الأدبيه