الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن المعتز >> يا دهرُ ، يا صاحبَ الفجيعاتِ ، >>
قصائدابن المعتز
يا دهرُ ، يا صاحبَ الفجيعاتِ ،
ابن المعتز
- يا دهرُ ، يا صاحبَ الفجيعاتِ ،
- في كلّ يومٍ تسيء مراتِ
- يا دهرُ إنّ القومَ الأُلى شحَطَت
- بهم نوًى أكثروا مُصيباتي
- حَرّمتُ من بعدِهم مَسيرَ يدي
- إلى فمي، شارباً بكاساتِ
- وأن أُرى ضاحِكاً إلى أحدٍ،
- إلاّ بقلبٍ جمَّ الكآباتِ
- ما زالَ صرفُ الزمانِ يقسمنا
- عَلى المسرّاتِ والمَسَاءاتِ
- ما لي ، إذا قلتُ قد ظفرتُ بإخـ
- وانٍ أرى فيهمُ محباتِ
- شتتهم حادثٌ ، فأفردني
- منهمُ ، وكان مشتاقَ لحظاتي
- يا شَملَ قَلبي للّهوِ بعدَهُم،
- حتّى أراهم، فذاك ميقاتي
- عسى أرجي رجوعَ غايتهم ،
- فكيفَ لا كيفَ بأمواتِ
- قد كُنتُ أبكي أهلَ المودّاتِ،
- فصِرتُ أبْكي أهلَ المُرُوءاتِ
- خُلّفتُ في شَرّ عُصبة ٍ خُلِقَت
- أثكَلَنِيها ربُّ السّماواتِ
- كلابُ حيًّ ، إذا حضرتُ ، فإنْ
- غِبْتُ فُواقاً فأُسدُ غاباتِ
- إن أُودِعوا السّرّ ضَيعوه، ولا
- يغضبون طرفاً عن الجناياتِ
- و إن أردتَ انتهاكَ عرضك فار
- ددهمُ يعذروا لحاجاتِ
- يَلقَون ذا الفَقرِ بالقُطوبِ، وذا الوَ
- فر بِلَبّيْكَ، والتّحِيّاتِ
- فهم لها لا لدفعٍ نائبة ٍ ،
- يومَ افتقارٍ إلى الموداتِ
- كلٌّ على من يريدُ نفعهمُ ،
- لكنّهم منه في جناياتِ
المزيد...
العصور الأدبيه