الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> يُعانُ المُستعينُ بِكَ البعيدُ >>
قصائدابن الرومي
يُعانُ المُستعينُ بِكَ البعيدُ
ابن الرومي
- يُعانُ المُستعينُ بِكَ البعيدُ
- وحَظِّي من معونتك الزَّهيدُ
- وما ذنبي إليكَ سوى جوارٍ
- قريبٍ مثلما قرُبَ الوريدُ
- وَوُدٍّ بين شيخَينَا قديم
- على الأيام مَعقدُهُ وَكيدُ
- وقُربى نِحلتي أدبٍ ورأيٍ
- بأبعدَ منهما قَرُبَ البعيدُ
- وأَنِّي لمْ يزل أملي قديماً
- عَقيدَكَ ما تقدَّمهُ عقيدُ
- سَبَقتُ به إليكَ لدنْ كلانا
- وليدٌ أو يُضارعه الوليدُ
- وكان القلب يُؤنِسُ منك رُشداً
- وليسَ بِكاتِم الرُّشْد الرَّشيدُ
- ويشهدُ أن ستسمو للمعالي
- فتبلُغَها فما كذب الشَّهيدُ
- فمالكَ حَادَ عُرفُ يديك عني
- وما للعرف عن مثلي مَحيدُ
- ومالي لا أزال لديكَ أُحبَى
- حَباءًيُجتَوى منه المزيدُ
- دَهَاني من جفائك ما دهاني
- ولم يكُ للزَّمان به وَعيدُ
- عذرتُكَ لو عرفتكَ خارجيَّاً
- طريفَ المجد ليس له تليدُ
- فقلتُ رأى قديمي فيه نقْضٌ
- فلست أحبُّه ما عادَ عيدُ
- فكيفَ ولستَ تَعلمُني عليماً
- بنقص في قديمكَ يا سعيدُ
- ألست المرءَ والده حَميدٌ
- وحسبكَ من سناءٍ لا أزيدُ
- ألستَ ابن الذين غنوا قديماً
- هُمُ الأحرار والناسُ العبيدُ
- أتحسبني زهاك الحظ عندي
- فَحَشوُ جوانحي حسد شديدُ
- وما حسدي وشأنُكَ غيرُ شأني
- أيحسدُ صائداً ما لا يصيدُ
- وكيف وما وقعتَ أمامَ ظنِّي
- وكيف وما حظيتُ كما أُريدُ
- لئن أرضاك هذا الحظُّ حظاً
- فإني مُستريثٌ مُستزيدُ
- ألم تر أن نُعمى اللَّه شنَّتْ
- عليك فطالها شخص مديدُ
- أفدْ ما شئتَ من جاهٍ ومالٍ
- فأنتَ لديَّ تُزهي ما تُفيدُ
- أيزهي شخصَ مثلكَ عند مثلي
- أبا عثمان سِربالٌ جديدُ
- وليس ابنُ المقفَّع في نَقيرٍ
- لديكَ إذا عُدِدْتَ ولا يزيدُ
- ولا كُلثومٌ المجموعُ فيه
- إلى الخُطب الرَّسائلُ والقصيدُ
- ولا عبدُ الحميد وإنْ زهاه
- تَقَادُمُ عهدهِشَهدَ الحَميدُ
- فكيف أراك تقصُرُ عن منالٍ
- وأنتَ الفردُ في الناس الوحيدُ
- يراك بمثلِ تلكَ العينِ أعْشَى
- وحاشا منْ لهُ بصرٌ حديدُ
- وبَعدُفقد ترى استغلاقَ أَمري
- وطولَ حِرَانِهِ ما يَستَقيد
- وعندكَ إن أردتَ النَّفعَ نفعٌ
- وعندي ضِعفُهُ شُكرٌ عتيدُ
- فهبْ لي محضراً يشفي ويكفي
- إذا أبدأتَ فيه لا تعيد
- تهزُّ به الأميرَ فليس يُغني
- عن الهزِّ السُّرَيجيِّ الرَّديدُ
- أترضى أن حُرمتُ وفاز غيري
- بآمال لها طلع نضيدُ
- وأنت لكلَّ مَكرُمة ٍ عِمادٌ
- أجلْ ولكلَّ ذي كرم عَميدُ
المزيد...
العصور الأدبيه