الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن الرومي >> يا مادحَ الحقدِ محتالاً له شَبهاً >>
قصائدابن الرومي
يا مادحَ الحقدِ محتالاً له شَبهاً
ابن الرومي
- يا مادحَ الحقدِ محتالاً له شَبهاً
- لقد سلكتَ إليه مسلكاً وَعِثا
- لن يَقْلِبَ العيب زَيْناً من يُزَيِّنُه
- حتى يَرُدَّ كبيراً عاتياً حدثا
- قد أبرم اللَّه أسبابَ الأمورِ معاً
- فلن ترى سبباً منْهنَّ منتكثا
- يا دافنَ الحقد في ضِعْفَيْ جوانِحِهِ
- ساء الدفينُ الذي أمسْتله جدثا
- الحقدُ داءٌ دويٌّ لا دواءَ لهُ
- يَرِي الصُّدورَ إذا ما جمره حُرثا
- فاسْتَشْفِ منهُ بصفحٍ أو معاتبة ٍ
- فإنما يبرأ المصدورُ ما نفثا
- واجعلْ طلابَك للأَوتار ما عَظُمَت
- ولا تكن لصغير الأمر مكترثا
- والعَفْوُ أقربُ للتقوى وإن جُرمٌ
- من مجرمٍ جَرَحَ الأكبادَ أو فَرَثا
- يكفيك في العفو أن اللَّه قرَّظهُ
- وَحْياً إلى خير من صلَّى ومن بُعِثَا
- شهدتُ أنكَ لو أذنبت ساءكَ أن
- تلقى أخاك حقوداً صدرُهُ شَرثَا
- إذَنْ وسرَّكَ أن ينسى الذنوبَ معاً
- وأن تُصادفَ منه جانباً دمثا
- فكيف تمدح أمراً كنتَ تكرهُهُ
- فَكِّرْ هُديتَ تُمَيِّزُ كلَّ ما اغتلثا
- وليس يخفَى من الأشياء أقربُها
- إلى السداد إذا ما باحثٌ بحثا
- فارجع إلى الحقِّ من قُرْبٍ ومن أمَمٍ
- وَلاَ تَمنَّ مُنَى طفلٍ إذا مَرَثا
- فمن تثاقل عن حقٍ فبادَرَهُ
- إليه خَصْمٌ سَفَى في وجهه وَحَثَا
- والفَلْجُ للحقِّ والمُدْلي بحجتهِ
- إذا الخصيم هناكم للخصيم جَثَا
- إني إذا خلط الإخوانُ صالحهم
- بسيّىء ِ الفعلِ جِدّاً كان أو عبثا
- جعلتُ صدري كظرف السَّبْك حينئذٍ
- يَسْتخلصُ الفضَّة َ البيضاء لا الخبثا
- ولست أجْعَله كالحوض أمدحُهُ
- بحفظ ما طابَ من ماء وما خَبَثا
- ولا أزيِّنُ عيبي كي أسوِّغَهُ
- نفسي ولا أنطق البهتانَ والرَّفثا
- تَغْبيبُ ذي العيب عَنْهُ كيْ تُزيِّنُهُ
- حِنْثٌ وإنْ هو لم يحلفْ فقد حنثا
- والعيبُ عيبان فيمن لا يقبِّحهُ
- فإن تجاهلَ عَيْبَيْهِ فقد ثَلَثَا
- لا تجمعنَّ إلى عيبٍ تُعاب به
- عَيبَ الخداع فلن تزداد طيبَ نَثَا
- كم زخرفَ القولَ من زورٍ وَلبَّسَهُ
- على العقول ولكنْ قلَّما لَبِثَا
- إن القبيحَ وإن صنَّعْتَ ظاهرهُ
- يعودُ ما لُمَّ منه مرة ً شَعِثَا
المزيد...
العصور الأدبيه